منذ أن خلق الله تعالى الإنسان ظهر لديه حب السيطرة، عندما قام قابيل بقتل أخيه، ومع مرور الزمن استمر إطلاق الطاقات العدوانية الكامنة بداخل النفس، وكأن العدوان أحد سمات النفس البشرية، ومن المعتقد أنه يجب أن يكون كذلك، فإن لم يكن الإنسان عدواني لأصبح مستسلماً لأي هجوم عليه دون مقاومته مما يؤدي إلى هلاكه.
لكن ،، إلى أين وصل بنا العدوان؟
أصبح العدوان ظاهرة سلوكية خطيرة، وظهر حتى في مرحلة الطفولة التي يجب أن تتسم بالبراءة والحيوية والمرح، وأصبح العدوان مشكلة تواجه الوالدين في المنزل، والمعلمين في المدرسة، كما ظهر السلوك العدواني بأشكال عدة، كالعدوان اللفظي أو البدني أو الأثنين معاً، ولا يتم العدوان على الأشخاص فقط، إنما أصبح حتى على الممتلكات، نتيجة لنوبات الغضب التي لم يُسَيطر عليها، وعدم ضبط الانفعالات، والاستمرار بهذا السلوك يعني حاجة الطفل للمساعدة لمواجهة تلك المشكلة.
عند ظهور تلك المشكلة يتطلب من ولي الأمر أخذ الطفل إلى الأخصائي النفسي للقيام بعملية التشخيص، من خلال تطبيق أحد مقاييس السلوك العدواني التي تتناسب وعمر الطفل، بعد ذلك يأتي دور البرامج الإرشادية، كالإرشاد باللعب، والتعلم الإجتماعي، بالإضافة إلى تعزيز السلوك السوي، وكالعادة يكون العقاب آخر الحلول، ويمثل العزل أفضل الأساليب العقابية على العدوان، ويكون لمدة محدودة، ويمكن أيضاً العقاب بزيادة التصحيح؛ أي يصحح ما ترتب على سلوكه، فإذا أتلف شي يُطلب منه تعديله أو إحضار مثله، ويمكن العقاب من خلال الحرمان من بعض المعززات والأشياء المرغوبة عنده، بالإضافة إلى تعبيرات الوجه، والتوجيه واللوم.
ولا يمكن الإغفال عن دور الوالدين في خفض السلوك العدواني، الذي يتمثل في الابتعاد عن الأساليب اللاسوية في المعاملة الوالدية من القسوة والرفض والتسلط والتفرقة بين الأبناء، بالإضافة إلى إشباع حاجة الطفل للأمن والحنان، مع أهمية الحد من الخلافات الزوجية، التي يجد حلها بعيداً عن أعين الأبناء، أيضاً تشجيع الأبناء على ممارسة الأنشطة الرياضية حتى تصرف الطاقة الزائدة لديهم في أنشطة مفيدة، وأخيراً الحد من مشاهدة أفلام العنف وممارسة العاب العنف، فيقوم الطفل بتقليدها و تقمص شخصية البطل.
بالإضافة إلى جميع ماسبق يمكن للوالدين وضع أساليب أخرى للتعامل مع السلوك العدواني من خلال ملاحظتهم للأبناء وأسلوب تعاملهم، ولكن يجب عدم الإهمال، لتجنب ظهور النتائج الخطيرة المترتبة على السلوك العدواني.