يعتقد المفكر السوري فراس السواح أن كلمة مجوسي مشتقة من «ماجي» اليونانية، وتعني الكهنة المعنيين بطقوس النار، فالمجوس بالتالي لا يعبدون النار، بل يقدسونها، وهي رمز لوحدانية الرب (أهورا مازدا)، وتقديسهم للنار لا يختلف عن تقديس الهندوس للبقر، فما يقدس لا يعبد، بالضرورة!
والمجوسية، الزرادشتية Zoroastrian، هي ديانة إيران «الوحدانية» القديمة، التي يعود تاريخها الى أكثر من 3500 سنة، ولا يزال هناك من يتبعها. وكانت الدين الرسمي لعدة إمبراطوريات فارسية، ولكن عدد الزرادشتيين اليوم لا يتجاوز المليون بكثير، ومنهم أسرة «تاتا» الهندية الثرية.
تنادي الزرادشتية بوصايا ثلاث يمكن باتباعها تحقيق نظام أخلاقي سليم وقويم لأي مجتمع، وهي:
أولا، الفكر الحسن، فلا يتداول الفرد في عقله إلا الأفكار الطيبة، ويُبعد عنه الأفكار الخبيثة.
ثانيا، القول الحسن، فلا يصدر عنه سوى الكلام الطيب.
ثالثا، العمل الحسن، الذي يفيد به نفسه وأسرته ومجتمعه، ولا يبادر إلى التسبب في إيذاء الآخر، بشرا كان أم حيوانا.
ومن خلال هذه الأخلاق يستطيع الإنسان أن يكافح الشر، ويساعد القوى الإلهية الخيرة في دحر الشيطان والانتصار عليه.
وبعد الزرادشتية بفترة غير معروفة بالدقة، جاءت الوصايا العشر التوراتية، وهي الوصايا التي يعتقد بنو إسرائيل ان الرب اعطاهم اياها، بعد خروجهم من مصر. وهي في الواقع ملخص لعدد كبير من وصايا العهد القديم، وهي باختصار:
1. الوحدانية 2. رفض السجود لأي شكل او تمثال، لأن الرب غيور. 3. عدم النطق باسم الرب بالباطل. 4. قدسية يوم السبت، فالعمل ستة أيام والسابع للرب. 5. إكرام الأب والأم 6. لا نقتل عمدا أي انسان آخر. 7. لا نزني. 8، لا نسرق. 9 لا نشهد شهادة زور. 10، لا نشتهي امرأة غيرنا، ولا ما لغيرنا من مال.
والآن، وبعد 3500 سنة، نجد أن العصر الحديث، انسجاما مع كل تراثنا الديني، فنحن بحاجة لوصايا ملائمة أكثر لعصر العلم وثورة الاتصالات، والتحولات الضخمة في المفاهيم، التي نعيشها، لتصبح وصايا العصر العشر كالتالي:
1. عليك بطرح التساؤل الشك، فالتساؤل هو الذي أوصل العلوم الغربية الى ما هي عليه من تقدم.
2. أن نبحث عن الحقيقة، فسنجدها حتما.
3. ألا نتبع القطيع، وأن نستخدم عقولنا.
4. أن نتجنب المسلمات.
5. أن نكثر من السؤال.
6. ان ننتقد الافكار ولا نقدسها جميعها.
7. ألا نصدق الدعاة من دون سؤال.
8. ان نقرأ كثيرا.
9. ألا نرفض كل ما يتعارض مع منطقنا وفكرنا.
10. وأخيرا، وهي الوصية الأهم، ألا نؤذي من يختلف معنا في الرأي.