قبل سنوات أظن، وأتمنى أن يكون ظني خاطئا، سمعنا كثيرا عن الحكومة الإلكترونية وبحكم أننا شعب معتاد على التنقل الى كل دول العالم ويحب التجول بين تلك الدول، استبشرنا خيرا باعتبار الكويت ستقتبس من العالم الغربي التوسع في استخدام التكنولوجيا في إنجاز المعاملات من المكتب او المنزل او اينما كنا، وبحكم اطلاعنا على الانظمة الغربية في شأن المعاملات وإنجازها ندرك ان مواطني العالم الغربي ينجزون تقريبا ٩٠% من المعاملات دون التحرك من على مكاتبهم او منازلهم او اينما كانوا فقط بضغطة زر على الكمبيوتر.
مرت السنة تلو الأخرى والمواطن (محلك راوح) يبي ينجز معاملة عليه التنقل بين اكثر من جهة لإنجازها وطبعا عليه التجول في الشوارع من مكان إلى مكان وهذا سبب من اسباب زيادة الزحمة المرورية، والبعض من الممكن أن يعطل الشغل المكلف به من قبل عمله ليذهب لإنجاز معاملته أو يأخذ مرضية باعتبار المعاملة الواحدة تستدعي أكثر من مراجعة، ويذهب المواطن لإنجاز المعاملة ويدعو قبل التوجه لإنجازها أن تكون الامور «سهالات» والموظفين مداومين على خلاف العادي، وحتى لا أعمم الامر على كل اجهزة الدولة، فالأمانة هناك جهات تسعى الى نقلة في خدماتها من خلال تقديمها المعاملة إلكترونيا، ولكن كنظام عام نعرفه وننشده ان هناك اغلبية الجهات «طواله» في تخليص المعاملة ومن مكتب الى مكتب لغاية ما تعرفنا على جميع الموظفين من كثر ماشفناهم.
فعلاً نحن بحاجة الى وقفة لتنفيذ الربط الإلكتروني بين جميع اجهزة الحكومة بحيث لا يكون لازما على أي مواطن بل حتى أي مقيم مراجعة اكثر من جهة حكومية باعتبار أن الحكومة واحدة، تنفيذ الربط الإلكتروني بين وزارات الدولة له جوانب إيجابية حتى على صحة المواطن، وعدم ضياع وقت المواطن بالتنقل بين وزارات الدولة لإنجاز المعاملات وما اكثرها.
كمواطن سألت نفسي ليش الربط الإلكتروني مو فعال او فقط نسمع فيه عبر وسائل الاعلام وفي الواقع لا وجود له؟ لا اكذب عليكم بأنه يراودني الشك إلى أن هناك من يريد أن يظل الحال على ما هو عليه باعتبار تطبيق النظام سينهي الواسطة التي بدونها لن يستطيع أي مراجع انجاز أبسط معاملة، وهذه الشريحة وهم بالطبع من كبار الموظفين يريدون أن تأتي إليهم الناس في الدوامات حتى يشعرون بالهيبة والنفوذ ولا بأس من استغلال المنصب في زيادة عدد مرتادي الديوان كنوع من البرستيج والأمثلة كثيرة.
زبدة الحچي
انا واحد من الناس صار لي اكثر من ٢٠ يوما لدي معاملة في احدى وزارات الدولة وبسيطة وفقط محتاجة توقيع المدير ولكن للأسف من مكتب إلى مكتب مداوم .. مو مداوم .. اجتماع .. توه طالع، وضاع وقتي بس عشان توقيع المدير، وطبعا بلا شك ان هناك قصصا كثيرة حصلت معاي ومع غيري بالتأكيد الله يكون في العون.
الحكومة الإلكترونية لابد منها والمطلوب فقط قرار حاسم، وبوجهة نظري لا تأخذوا رأي المسؤولين خاصة في القطاعات الخدمية لأن ردهم طبعا راح يكون ليش واشدعوة ترا الامور ماشية وبالنهاية المواطن المسكين لكي ينجز معاملة بسيطة وسهلة تطلع عينه.
اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.