تتعدد العلوم التي تدرس الإنسان ونشاطه، وتناولت جميع الجوانب المتعلقة فيه، كالجوانب البيولوجية والثقافية والمرضية والاجتماعية والنفسية…وغيرها. وظهرت مجموعة من العلوم سميت بالعلوم الإنسانية لاهتمامها بشكل كلي بالإنسان مثل علم النفس وعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية و الأنثربولوجيا، هذا إلى جانب العلوم الأخرى كالتشريح والطب والتاريخ.
منذ بداية ظهور الإنسان أبدى الأفراد ذكاءً عظيماً في اكتشاف واختراع ما يوفر له حياةً كريمةً، وتكيف مع جميع الظروف التي وُضِع فيها، حتى وصل إذا زمن أصبح تحدى قانون الجاذبية الأرضية و ارتفع من سطح الأرض، واخترع وسائل للتواصل الاجتماعي جعلتنا نعبر بلدان وقارات ونحن بأماكننا، فبضغطت زر نرى ونسمع من يبعد عنا أميال، كل هذا وأكثر من صنع الإنسان، كائن ذكي و مبدع أليس كذلك؟
التفكير عملية نمائية موجودة لدى جميع الأفراد، لكنها مختلفة، هناك تفكير بالخير ولكن من المؤسف أن هناك تفكير آخر بالشر، على الرغم من عشقنا لأنفسنا لاحدود له، لنفترض أننا لا نحب سوى أنفسنا، وكل من يحيط بنا لا يعن لنا شي، هل عشقي لذاتي يرضيني أن أشاهد مناظر تؤلم قلبي؟ أليس من حق عيني أن ترى ما يسرها؟ أليس من حق أذني أن أسمعها أصوات ضحك وفرح وأخبار سعيدة؟
كم أنت متناقض يا إنسان، تحب السعادة ولا تصنعها لك و لغيرك، تحب ذاتك ولا ترضيها، تطلب من الله أن تطيل بعمرك وتؤذي الآخرين فيطلبون من الله أن ينتقم منك.
رحمة ربي واسعة، وأبدع في خلق الإنسان، أسرى بعروقه دماً يقوم بنقل المواد الغذائية لأنسجة الجسم. وغاز الأكسجين وغاز ثاني أكسيد الكربون ونواتج التمثيل الغذائي والهرمونات والإنزيمات التي تنظم الوظائف الحيوية إلى الخلايا المستفيدة منها، كما يقوم الدم بتنظيم درجة حرارة الجسم، وله وظائف دفاعية حيث يلتهم الأجسام الغريبة و يدمرها أو يصنع الأجسام المضادة لحماية الجسم، وغيرها من الوظائف، إذن الدم هو سر من أسرار حياة الإنسان، ولكن للأسف أصبح هذا الدم يهدر، و جسم الإنسان تدمر، كما خصه الله تعالى الإنسان بالعقل، وهو الذي جعل الإنسان يفكر و يصنع، وقتم الإنسان باستخدامه لصناعة ما يذهب هذا العقل، من مخدرات ومسكرات.
يبدو أن جميع العلوم سابقة الذكر توسعت في دراسة الإنسان، إلا أنها لم تتوصل إلى حقيقة الإنسان كاملة، ويمكن أن نتوصل إلى حقيقته بلا علم، إنما إجابة على هذا السؤال:
أيها إنسان أخبرني،، ماذا تريد ؟!