ظل ازمة النفط العالمية تتجه الكويت والعديد من الدول الخليجية الى اتخاذ اجراءات احترازية لتنقذ نفسها من العجز في ميزانياتها العامة وخصوصاً ان النفط هو مصدر الدخل الوحيد لديها .
وحسب ما يتداوله فإن الحكومة الكويتية تقوم حالياً بدراسة عدة خيارات تراها حلاً للحفاظ على ميزانيتها من الوصول لمرحلة العجز و منها :
– رفع الدعم عن الوقود (البنزين)
– تقليل القرض الاسكاني
– وقف بدل الايجار (فور تخصيص عقار)
– تخفيض قرض الزواج من ٦٠٠٠ دينار الى ٣٠٠٠
وكل هذه الخيارات المطروحة ان تمت فان “جيب” المواطن هو المتضرر بالدرجة الاولى ، على رغم الوعود المتكرره للحكومة بانها ستحافظ على دخل المواطن، استجابةً للنطق السامي لسمو الامير في بداية دور الانعقاد الحالي بمجلس الامة، حيث اعلن ان جيب المواطن لن يمس رغم التوجه للتقشف الحكومي .
هنا سأطرح وجهتي نظر للمؤيدين والمعارضين لخطة “التقشف” والخيارات التي تدرسها الحكومة حالياً :
فالمؤيد يقول : انه موافق على هذه الخيارات لانه يجب على المواطن ان يساهم بشكل مباشر في انقاذ ميزانية البلد من الانهيار خصوصاً بعد ان “طاح الفاس بالراس” .
والمعارض يقول : ان الحكومة هي سبب هذا العجز وعليها هي ان تتحمل تبعات ذلك من خلال العمل على خفض الهدر بالميزانيات والهبات الخارجية التي تقدمها وغيره من الأمور الاخرى .
وبعيداً عن آراء المؤيدين والمعارضين يجب ان نعلم ما هو السبب الحقيقي لإنهيار أسعار النفط والتي اوصلتنا كدول خليج بالذات الى هذا الوضع ، ففي هذا الاطار يقول الدكتور ممدوح سلامة ( وهو مستشار البنك الدولي لشؤون النفط والطاقة) في احد اللقاءات التلفزيونية ان هناك سببين ظاهريين وهما : الاول وجود “تخمة” نتيجة لازدياد انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة والأمر الاخر هو التباطؤ الاقتصادي .
لكنه (اي د. ممدوح سلامة) يقول ان هذه الاسباب لا تعتبر سبباً حقيقياً للأزمه لان العالم قد مر منذ سنوات (في فترة ما بين ٢٠٠٩ و ٢٠١١) بوضع أسوء بكثير مما هو عليه الان !! فمن وجهة نظره يعتقد ان السبب الرئيسي هو سبب سياسي بحت من خلال حرب المحاور الحالي وبالأخص بسبب تفاهم بين الولايات المتحدة و بعض دول الخليج لضرب الاقتصاد الروسي و الإيراني، وبذلك يضعف التواجد الايراني في منطقة الشرق الأوسط وبتواطؤ وتحيز واضح من منظمة أوبك .
وعلى الرغم من تأثر الخليج وامريكا من هذا الوضع سلباً الا ان الأسبقية لديها هي ايذاء اقتصاد روسيا وايران و فرض عقوبات عليها ، فهي عملية تصفية حسابات سياسية بالاقتصاد بل (وتكسير عظام ) وهذه السياسة هي من اوصلتنا الى ما نحن فيه الان .
ختاماً اقول :
ان الحكومة “الرشيدة” لو كان لديها خطة تنمية حقيقية وعمل جاد لتنويع مصادر الدخل لما وصلنا اليوم لما وصلنا اليه ، ولكان وضعنا افضل لاننا لم نضع اقتصادنا في (سلة بيض واحدة)، ولوجدنا خيارا ثانيا يغطي خسائر انهيار اسعار النفط .