قبل سنوات وفي برلمان سيطر عليه المعارضون للحكومة او «الحفاي» كما يدعون. حاول مجلس الامة التدخل وتنظيم عمل غرفة التجارة والصناعة. يومها قلنا لهم ان الغرفة مؤسسة نقابية ملك المنتسبين لها وحدهم يحق لهم وضع نظامها الداخلي او في الواقع دستورها، ووحدهم من يقرر طريقة ومقدار رسوم الانتساب للغرفة.
اليوم في المجلس الموصوف بموالاة الحكومة، او مجلس التجار او مجلس بين بين يحاول اعضاء مجلس الامة مرة اخرى تنظيم عمل المؤسسات النقابية والهيئات الاجتماعية. هذه المرة، استقصد نواب مجلس الامة اتحاد الطلبة. مستغلين موجة الكراهية السائدة في المجتمع ضد الاخوان المسلمين، المسيطرين على الاتحاد الوطني لطلبة الكويت منذ الثمانينات.
ايضا الاتحاد الوطني لطلبة الكويت منظمة نقابية لا تقل استقلالية عن مجلس الامة والحكومة عن غرفة التجارة والصناعة. وفي الواقع اتحاد الطلبة اكثر استقلالية واكثر انعزالا عن الحكومة من غرفة التجارة. وليس للاتحاد اية علاقة بالحكومة او بمجلسها العتيد. لهذا فان الاتحاد مثل الغرفة يملك وحده حق تقرير مصيره. ولاعضاء الاتحاد وحدهم الحق في تعديل اللائحة الداخلية او تغيير اهداف الاتحاد.
نحن مثل اعضاء مجلس الامة نتمنى ان تكون انتخابات الاتحاد بصوت واحد للناخب الواحد. فهذه الطريقة افضل واكثر توافقا وتطورنا الاجتماعي. فنحن بحاجة ماسة جدا الى تعزيز الفردية والغاء الشعور او الانتماء الجمعي لدى الناس. على عكس المجتمعات الناضجة والمتطورة التي نبغ افرادها وتسيسوا بما يكفي لان ينضووا في تجمعات سياسية وحزبية راقية. نحن مثلهم نتمنى ان تكون انتخابات الاتحاد فردية. ولكن تقرير ذلك يبقى حقا طلابيا خالصا. على القوى والمجاميع الطلابية المتطورة ان تجاهد من داخل الاتحاد لتعميمه «ديموقراطيا». ومجلس الامة او الحكومة لا يملكان الصلاحية ولا حتى القدرة على فرض غير ذلك.
حاولت كثير من الدول قبلنا السيطرة
بـ «القوة» على الاتحادات العمالية او المنظمات الطلابية. وكان مصير جميع محاولاتها الفشل، اذا استطاعت معظم النقابات الحرة انشاء نقابات مستقلة نالت ثقة واحترام بقية منظمات العالم بينما بقيت المنظمات الحكومية الكرتونية حبيسة الداخل ورهينة السياسات الرسمية.
نتمنى زوال سيطرة الاخوان عن اتحاد الطلبة مثلما يتمنى ذلك اعضاء مجلس الامة. ونتمنى اصلاح النظام الانتخابي لاتحاد الطلبة، ولكن كل هذا من المفروض ان يبقى في يد الطلبة وحقا خالصا لاعضاء الجمعية العمومية لاتحاد طلبة الكويت.