بقرار تاريخي غير مسبوق تمكنت دول مجلس التعاون الخليجي، بقيادة المملكة العربية السعودية، أن تنقل الدول والأمة العربية من حالة التنديد والشجب والتفرج والانتظار، إلى حالة المبادرة وصنع الحدث والقرار، حينما اتخذت هذه الدول بقرارها المستقل والمنفرد الاستجابة لطلب الرئيس اليمني بالتدخل العسكري فيها، دفاعا عن نفسها واستقرار إقليمها، وإنقاذا لليمن من التداعي والسقوط، لكن موقف دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية المتحالفة معها بتحركها السريع والمفاجئ اسقط تلك المؤامرات وردع مخططها.
لا شك في ان «عاصفة الحزم» بكل أبعادها هي حركة جادة في استعادة الأمة العربية لمكانتها وقدرتها على المبادرة والحسم، ووقف ما يحاك لها من مؤامرات، والأهم أنها أعادت للأمة ثقتها على أنها تملك قرارها وتملك زمام المبادرة في شؤون رسم مستقبل دولها وحمايتها، فقد كان للقرار الجريء، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، في بدء «عاصفة الحزم»، أثره المباشر في التجاوب غير المسبوق من قبل بعض الدول العربية في المشاركة وتأييد هذا التحرك.
والنتيجة الأكثر أهمية للتدخل العسكري الخليجي العربي في اليمن ضمن حملة «عاصفة الحزم»، هو وضع حد للأطماع الإيرانية وخروجها المتكرر على الشرعية الدولية في تدخلاتها بشؤون الدول العربية، كما في سوريا والعراق ولبنان، فقد استمالت ايران الحوثيين بمدخل طائفي، سبقه وما زال، دعم مالي غير محدود أخرج الحوثيين من توازنهم المذهبي السابق إلى اندفاع تحت اغراء المال، والتضامن المذهبي الوهمي طوال السنوات القليلة الماضية، وكل ذلك في سبيل هيمنتها التوسعية على اليمن، فردتها «عاصفة الحزم» على أدبارها خائبة. ولنا أن نفهم سبب الشجب الإيراني لهذه العملية الدفاعية الواعدة والواعية، بل ولنا أن ندرك سر الانفعال المفرط لحسن نصرالله، الذي رهن لبنان بيد إيران، فأخذ يدافع عن وجود إيران باليمن، وكأنك تستمع لوزير خارجية إيران، وليس للبناني يدعي المقاومة، ويرهن مصير بلاده بيد دولة أجنبية من منظور مذهبي ومصلحي ضيق، لتنكشف حقيقته للجميع.
إن تأكيد كل دول التحالف في عاصفة الحزم، مع رئيس اليمن، بخطابات القمة العربية، استمرارها حتى تحقق كل أهدافها، وحتى استسلام الحوثيين وإعادة كل أسلحة ومؤسسات الدولة للسلطة الشرعية، لهو رسالة تؤكد أن دولنا العربية بقيادة السعودية قد تحولت لصنع الحدث بدلا من التفرج عليه، وهو ما ضمن لها هذا الدعم العربي والإقليمي والدولي غير المسبوق، وهو دلالة على سلامة تدخلها العسكري باليمن بمبرراته الدفاعية والمنطقية.
اللهم اني بلغت،