غريب جداً أن يصف البعض اعتذار الشيخ أحمد الفهد بأنه شجاعة أو فضيلة. غريب لان الشيخ احمد كما بينا يوم امس لم يخطئ، ولكنه استقصد وتعمّد وأصر وواصل على إضرار الغير. بل انه حتى في الدقائق الاخيرة وبعد ان كشفت تحقيقات النيابة العامة بطلان وزيف ادعاءات الرشوة والخيانة والتآمر التي نشط في ترويجها ومحاولة اثباتها الشيخ احمد، بعد كل هذا اصدر الشيخ احمد بيانا اتهم فيه النيابة نفسها بالغش واتهم معها الى حد ما كل مكونات ومؤسسات المجتمع الكويتي بما فيها «العائلة» حسب تعبيره بالتواطؤ مع الخونة والمرتشين والتستر عليهم. والعائلة تحوي ما تحوي كما كلنا نعلم. وتم تعميم شريط جديد يبدو ان الشيخ احمد كان محتفظا به لهذا الوقت يبين عملية الرشوة بـ«جنطة سودة» وفلوس «كاش». وطبعا تلقف ذلك شباب واعلاميو الحراك وعمموا الشريط، واشعلوا الساحة باتهامات ومطالب جديدة لـ «تقصي الحقائق» رغم ان الاتهام الاساسي حدد الرشوة بعشرات الملايين وعبر تحاويل بنكية اثبت صحتها حسب المزاعم القضاء والبنوك الاوروبية. ومع هذا بلع شباب الحراك الطعم وحاولوا فوق هذا تغذية المجتمع الكويتي به!
قبل اعتذار الشيخ احمد المفاجئ، نشر البعض قرارا مزعوما لوزير الداخلية بمنعه من السفر. وقبل اعتذاره المفاجئ سرت اشاعة بانه تم تعنيفه بشدة وحزم. والبعض مضى الى ابعد من هذا وأعلن انه تلقى تهديدا بتصفيته جسديا إن لم يتوقف. لا نعلم مدى صحة ما يشاع لكن نعلم يقينا ان اعتذار الشيخ احمد ليس عن شجاعة. وليس له علاقة ايضا بالفضيلة التي حاول البعض اسباغها عليه. اعتذار الشيخ احمد نتيجة واضحة لموقف صارم، اتى ولو بعد حين. هذا الموقف يبدو متزامنا مع الصرامة التي جوبه بها «الحراك» يوم الاثنين. وهذا التزامن او الصرامة ليس نتيجة الصدفة. بل والله العالم هو نتيجة لمتطلبات تهيئة الوضع لتنفيذ وضمان سهولة تحقيق عاصفة الحزم.
الشيخ احمد وحراكه، حسب ما يبدو لي، ضحية مستلزمات عاصفة الحزم، فالشيخ اعتذر ومن تبعه اوقف نشاطه. ويبدو ان عاصفة الحزم ستصيب عصفورين بحجر. ستهدئ الوضع في اليمن وستهدئ ايضا الوضع في الكويت.. فشكراً يمن.