مبارك الدويلة

البادي أظلم

‏لا يوجد عاقل يتمنى الحرب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يتمنين أحدكم لقاء العدو»، خصوصاً أن حرب هذا الزمن مدمرة. لكن ما الذي جعل معظم شعوب الخليج هذه المرة تفرح بالحرب على اليمن؟! صحيح أننا كشعوب خليجية «نحاتي» ردة فعل إيران وخلاياها التجسسية بيننا، لكن الشعور الطاغي هو الرغبة في وضع حد لهذا التوجس من إيران، أو ما يسمى «تحجيم البعبع الإيراني». وهذا الشعور لم يأت من فراغ أو تجنياً على إيران، بل تكوّن كردة فعل على السياسة الإيرانية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، والتي اتسمت بالتوسع الميداني على حساب دول المنطقة، مما استفز مشاعر شعوب المنطقة! متابعة قراءة البادي أظلم

احمد الصراف

وبدأ الانهيار

لم يمرّ الإخوان المسلمون بمرحلة صعبة كالحالية، بخلاف الفترة التي أعقبت محاولتهم اغتيال عبدالناصر في منتصف الستينات. ولولا دعم الكويت والسعودية لهم حين ذلك لانتهوا تماماً. ولكن يبدو أن وعي بعض حكومات المنطقة، وانتفاضة مصر ضدهم، ستكونان بداية القضاء تماماً على حركة الإخوان التخريبية التي تواجه حرباً شعواء من عدة دول، واختلافا مع أنظمة قوية أخرى، كما أصبحوا موضع شك وكراهية من الدول التي كانت تتغاضى في السابق عن أنشطتهم، وربما لا تزال قطر، وإلى حد ما الكويت، الأكثر تردداً في إعلان معاداتهما لهم بشكل صريح. وبالتالي فإن العصر الذهبي للإخوان قد ولّى، ومن تمكن وأثرى بسبب نفوذهم فقد نفذ، أو زمط، ولن تكون هناك فرص إثراء أخرى مستقبلا، وهذا سيقلل من أعداد المنتمين إليهم مستقبلا! متابعة قراءة وبدأ الانهيار

عبداللطيف الدعيج

شكراً يمن

غريب جداً أن يصف البعض اعتذار الشيخ أحمد الفهد بأنه شجاعة أو فضيلة. غريب لان الشيخ احمد كما بينا يوم امس لم يخطئ، ولكنه استقصد وتعمّد وأصر وواصل على إضرار الغير. بل انه حتى في الدقائق الاخيرة وبعد ان كشفت تحقيقات النيابة العامة بطلان وزيف ادعاءات الرشوة والخيانة والتآمر التي نشط في ترويجها ومحاولة اثباتها الشيخ احمد، بعد كل هذا اصدر الشيخ احمد بيانا اتهم فيه النيابة نفسها بالغش واتهم معها الى حد ما كل مكونات ومؤسسات المجتمع الكويتي بما فيها «العائلة» حسب تعبيره بالتواطؤ مع الخونة والمرتشين والتستر عليهم. والعائلة تحوي ما تحوي كما كلنا نعلم. وتم تعميم شريط جديد يبدو ان الشيخ احمد كان محتفظا به لهذا الوقت يبين عملية الرشوة بـ«جنطة سودة» وفلوس «كاش». وطبعا تلقف ذلك شباب واعلاميو الحراك وعمموا الشريط، واشعلوا الساحة باتهامات ومطالب جديدة لـ «تقصي الحقائق» رغم ان الاتهام الاساسي حدد الرشوة بعشرات الملايين وعبر تحاويل بنكية اثبت صحتها حسب المزاعم القضاء والبنوك الاوروبية. ومع هذا بلع شباب الحراك الطعم وحاولوا فوق هذا تغذية المجتمع الكويتي به! متابعة قراءة شكراً يمن

حسن العيسى

اهدأوا قليلاً

مشاعر الكثيرين عندنا تعاني عنصريةً طائفيةً مريضةً أظهرت نفسها بدون خجل بعد تدخل دول مجلس التعاون الخليجي في فوضى اليمن التعيس والانقلاب الحوثي فيه.
يريد هؤلاء التعساء نقل الحرب من اليمن إلى الكويت بحاملة سفن وطائرات التخلف الطائفي، ووجدوا في مناسبة الحرب اليمنية فرصةً لإظهار تخندقهم بالطائفية الفاشية، وعبّروا عن ذواتهم بخطاب متعالٍ متغطرس متكبر، كأنهم حققوا انتصاراتهم الكبرى في اليمن، وكأن الكويت مرآة لليمن. ولي بعض التحفظ هنا، فمعظم دول المشرق العربي، باستثناء مصر، تمثل، بصورة أو بأخرى، الحالة اليمنية في آخر الأمر، ولا ننسى أن اليمن هو مهد العرب الأصيل! متابعة قراءة اهدأوا قليلاً

محمد الوشيحي

إيران… الخط الأحمر الفاقع

ما الذي خلف الستارة، ونتعمد إخفاءه وإبقاءه خلفها؟ ما الذي يحدث في الكويت؟ فبمجرد أن تنتقد سياسات إيران، أو مطامعها، أو إشغالها المنطقة عبر مد أصابعها في كل الجحور… إلا وتتناهشك الألسن، وتنوح فوق رأسك النائحات: لا تشق وحدة الصف. دع الطائفية عنك. تعصبك يجرح الوطن ويدميه… وما شابه ذلك من إرهاب وخنق للآراء في وسائل التواصل الاجتماعي.
جاملنا كثيراً. صدقاً. وراعينا المشاعر كثيراً. وسكتنا كثيراً. لكن إلى متى؟ ولماذا علينا أن نقسم بالأيمان المغلظة، ونحضر شهوداً أربعة، كي نؤكد أننا نقصد إيران كدولة وسياسة وأطماع، لا شيعة الكويت، من “العجم” والعرب.
وهل هذا الأمر، أقصد الاتهام بالطائفية لكل من ينتقد سياسات إيران، يحدث في بقية الدول، أم هو محصور في الكويت ومقصور عليها؟ حقيقة، ليس لهذا الترهيب من تفسير إلا الخطر الماحق، المتمثل في موالاة “المُرهبين” لإيران، وتقديس سياسييها، وجاهزيتهم للانقياد خلف أوامر القادة الإيرانيين، ساسة كانوا أو معممين. متابعة قراءة إيران… الخط الأحمر الفاقع

فؤاد الهاشم

«سكتنا له دخل بحماره»!

هناك قول شعبي مصري قديم فحواه: «سكتنا له دخل بحماره» وأصله ان رجلا من العامة اعتاد المرور وهو على حماره بمجلس لكبار أهل القرية واحتراما لهم كان ينزل من على ظهره ويسير أمامهم على قدميه وعندما يبتعد يصعد فوق الحمار، ولأن كبراء القرية كانوا يلقون عليه التحية قبل أن يلقيها هو عليهم، فقد اعتقد خطأ أن تساهلهم هذا ما هو إلا مساواة للرؤوس، فما كان منه إلا أن دخل على مجلسهم بحماره.. فذهبت فعلته مثلا عبر العصور والعهود!
«عاصفة الحزم» التي انطلقت من أرض الجزيرة العربية ما كانت لتبدأ لولا أن ملالي طهران استنفذوا كل مخزون الصبر لدول مجلس التعاون الخليجي الذين «سكتوا» عن أفعالهم في لبنان وسوريا والعراق وحتى في شؤون بلدانهم الداخلية ليصلوا إلى اليمن «ممتطين» ظهر «حماره» الجديد فيها وهو الرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح» وبقية «الجحوش» الصغيرة من أولاده وأفراد عائلته حتى تتحول جنوب شبه الجزيرة العربية إلى جهنم جديدة تقول هل من مزيد! متابعة قراءة «سكتنا له دخل بحماره»!

د.فيصل المناور

كلمات في التغيير!

إن التغيير أمر حتمي وضروري، مع أنه عملية مستمرة ومتجددة وهو بذلك يتناسق مع طبيعة الأمور والأشياء فالحياة في طبيعتها متجددة ومتغيرة ومن ثم فإن المنطق يفرض علينا التغيير باعتباره أحد مظاهر الحياة، أي أنه قاعدة طبيعية وليس استثناء، فعالم اليوم سريع التغيير في كافة المجالات «السياسية، والعلمية، والتكنولوجية، والاتصالية، والتشريعية، والسلوكية، والمؤسسية.. وغيرها»، وتتأثر الدول متقدمة كانت أم نامية بهذا الواقع السريع المتغيير.
أنماط الحياة الشخصية والقيم تتعرض للتغيير، وهذا بدوره يؤدي إلى إحداث التغيرات الحضارية، فالتغيير في أبسط صوره يعني التحرك من الوضع الحالي الذي نعيشه إلى وضع مستقبلي أكثر كفاءة وفاعلية، وبالتالي فالتغيير هو تلك العملية التي نتعلم فيها ونكتشف الأمور من خلالها بصورة مستمرة. متابعة قراءة كلمات في التغيير!

سامي النصف

لهذا اليوم خلقت الجيوش!

في يوم السبت 14/2/2015 تساءلنا في مقال عنوانه «يا عرب لمن تخبئون الجيوش؟» عن فائدة الجيوش الخليجية والعربية إذا لم تستخدم لإطفاء النيران التي تشعلها الميليشيات المؤدلجة والتي تتساقط أمامها الدول العربية الواحدة تلو الأخرى، وذكرنا في ذلك المقال أن أمم الأرض الأخرى ترسل أبناءها وجيوشها عبر المحيطات للدفاع عن مصالحها الحيوية والإستراتيجية ولا تنتظر وصول النيران لعقر دارها. متابعة قراءة لهذا اليوم خلقت الجيوش!

سعد المعطش

اليمن سيعود سعيداً

قد تتغير الصفات للأشخاص لسبب ما ولكن هناك من يقبل هذا التغيير وقد يستقتل بعضهم للعودة للصفة التي يريدها وتعب في الحصول عليها وهذا ما نلاحظه مع الكثير من الناس مثل الرياضيين وخصوصا أبطال الألعاب الفردية مثل الملاكمة.
كنت أظن أن عدم قبول التغيير محصور في الأفراد فقط سواء كان بطلا رياضيا أو مليونيرا سابقا يعمل على أن يعيد ثروته ليبقى مليونيرا وحتما أن هناك من سيساعدك على ذلك ولكن الأحداث في اليمن جعلتني أؤمن وأثق بحكمة القيادة السياسية الكويتية بأنها لا تقبل بالتغير إلا للأفضل.

متابعة قراءة اليمن سيعود سعيداً

سعيد محمد سعيد

أبطال الفضائيات… عباقرة العصر

 

هل يمكن لكل واحد منا أن يستذكر شيئاً من كلام سمعه وهو يشاهد أحد عباقرة العصر من أبطال الفضائيات متحدثاً ومحللاً ومكتشفاً ومهدّداً ومحذّراً من الأوضاع في الأمة؟ ولماذا يستبدل أولئك العباقرة كلامهم وفق الأحداث الجارية، فإن كانت حكوماتهم أو فضائياتهم التي تستضيفهم دائماً ضد وضع ما، فهم ضده، وإن كانوا معه فهم أيضاً معه.

لقد أصبحت بعض الأسماء لإعلاميين وكتاب وصحافيين ومشايخ وسياسيين وناشطين وكل من هب ودب أحياناً جزءًا من المشهد السيء في العالم العربي والإسلامي بسبب احترافهم دور «الحرباء» في تضليل الشعوب وتخدير العقول وتزييف الوقائع والأحداث. ومع شديد الأسف، ورغم اكتشاف العديد منهم كـ «هواتف عملة» في الوطن العربي والإسلامي من أقصاه إلى أقصاه، إلا أن شريحة كبيرة من الجماهير تصدقهم وتنقل تصريحاتهم وتغريداتهم ومقالاتهم ومقاطع مقابلاتهم وأكاذيبهم! بل زد على ذلك، أن هناك من أصبح مهتماً بتصيد تناقضاتهم – ومن ألسنتهم – ليبثها على قناة اليوتيوب وينشر روابطها، ثم من شديد الأسف أيضاً، أن يضحك المشاهد/ الضحية على هؤلاء وعلى نفسه لأنه صدقهم.

هل تعلمون بأن بعض أولئك العباقرة لا يظهرون على شاشة هذه الفضائية أو تلك إلا بعد أن يتسلموا «المقسوم»؟ وكلما كان ذلك المقسوم ثقيلاً يملأ الكروش، كلما كانت ألسنتهم طلقة في قول ما يريده من يدفع حتى أن بعض المقاطع المسربة من بعض الفضائيات المضللة ظهر فيه أحدهم (وقت الفاصل) وهو يقول: «لا. أعجبك. أبيّض وجه القناة»! سوّد الله وجهاً هكذا.

مع شديد الأسف، جسد الحجم الأكبر من جسم الإعلام – سaواء العربي أم الإسلامي أم الخليجي المدفوع طبعاً – سياسة «فرّق تسد» بمنهج وقح للغاية، فتم الاعتماد على فضائيات وصحف وإعلاميين ومثقفين ومشايخ ووسائل إعلام جديد هائلة وبنسبٍ كبيرةٍ مذهلة لإسقاط منهج الاعتدال من جهة، وليتسيد منهج التطرف من جهة أخرى في مجتمعاتنا.

وبالطبع، لن يتغير منهج تلك الأبواق وفقاً لمن يدفع أكثر، أما المسئولية الدينية والوطنية والإنسانية فلا مكان لها في جيوبهم، ولهذا، لا سبيل إلا بتنمية الوعي – على مستوى الفرد والجماعة – لمواجهة مد الإعلام المضلل والمؤجج المدمر للمجتمعات، خصوصاً على صعيد الخطاب الطائفي الذي امتهنه المئات من أبطال الفضائيات، بل وأصبحوا يتنافسون في من يقدّم الأسلوب الأرذل لإشعال نيران الصدام والفتنة والتناحر المذهبي والعرقي والسياسي.

ويعتبر دور العديد من وسائل الإعلام العربي والإسلامي على صعيد تنمية «الانحراف الاجتماعي» كبيراً وخطيراً، وهذا ما ذهب إليه الباحث العراقي ياس خضير البياني الأستاذ بكلية المعلومات والإعلام والعلاقات العامة بجامعة عجمان في دراسة قيمة بعنوان: «الغزو الإعلامي والانحراف الاجتماعي في دراسة تحليلية لبرامج الفضائيات العربية». ففي مبحث المشكلات الاجتماعية التي تنشأ بسبب برامج سيئة تبثها الفضائيات حذر من أن العديد من برامج الفضائيات العربية تسبب الاضطراب الاجتماعي، وعدم الاستقرار في العلاقات العامة الاجتماعية، وتنمية الفردية والروح الاستهلاكية، والهروب من التصدي لواقع الحياة، والاستسلام له، وتوطين العجز في النفوس، وإضعاف الروابط الأسرية وقيمها، وتعميق المشاعر الأنانية أكثر من الالتزام الجماعي، والانبهار بالموديل الأجنبي، على حساب الهوية الثقافية العربية، وكذلك تراجع الانتماء العربي، وازدياد اليأس والإحباط». (انتهى الاقتباس).

المشكلة الكبرى تكمن في أن المساحة الواسعة للإعلام الفضائي والإلكتروني – بسلبياته وإيجابياته – يقابلها غيابٌ في صياغة سياسات إعلامية وطنية، في كل بلد على حدة، تتصدّى للتوجهات المذهبية والسياسية والفكرية المؤدية إلى تحطيم ثقافة المجتمع وقيمه من جهة، وتجتمع في مسار تقديم إعلام يتميز بالتنوير من جهة أخرى، وتبدو الصعوبة في «المال» الذي يُستثمر في المدى السلبي لنشر ثقافة الصدام والطائفية لأسباب تجارية حيناً، وتفتيتية مقصودة أحياناً أخرى.

إن جانباً مهماً يتوجب على الحكومات العربية والإسلامية الانتباه له جيداً، ألا وهو أن المتغيرات والتحولات الخطيرة من حولنا، توجب صيانة السلم الاجتماعي والجبهة الداخلية للأوطان التي تتعرّض للتهديد بسبب غزو إعلامي مذهل جعل الكثير من المجتمعات تعيش عداءً مع مكوّناتها. وبصراحة فإن المسئولين عن الأجهزة الإعلامية يدركون كل ذلك، إلا أنهم – ومع أن ذلك في مقدروهم – لا يريدون صياغة خطاب إعلامي جامع كفيل بمواجهة كل تلك المخاطر… لكن إلى متى؟

فأبطال الفضائيات العباقرة لا يمكن الاعتماد عليهم لكونهم نماذج معادية لمجتمعاتها وفق مصالحها الشخصية، ولا سبيل إلى صد تلك المخاطر إلا من خلال إدراك أن كل مجتمعاتنا في «أزمة شديدة»، والسبب هو موجة الإعلام المنحط الذي يحظى بكل ذلك الدعم والمساندة والتمويل.