تعرضت الشقيقة تونس لعملية ارهابية جديدة راح ضحيتها اكثر من 20 سائحا اجنبيا واثنان من تونس.
السؤال لماذا تونس وما هو هدف الارهابيين في تخريب سمعة هذا البلد الآمن والمستقر؟ نحن متأكدون ان من قام بالعمل الارهابي يسعى الى تقويض الديموقراطية الوليدة في تونس بعد الانتخابات الاخيرة وتفاؤل العرب ودول العالم بان تونس سوف تأخذ منحى جديدا عن بقية الدول العربية التي سادت فيها الحروب والفوضى والارهاب بعد احداث الربيع العربي.
تونس تميزت عن بقية الدول العربية التي عمها الدمار والخراب وحرق المدن والبراميل المتفجرة وتفجير الجسور والطرق والبيوت الآمنة وتفخيخ المطاعم والاسواق وتشريد البشر بالملايين.
ما ارتكبته داعش في حق السواح الاجانب الابرياء والمواطنين التونسيين يشير الى ان هنالك تحديات جديدة تواجه التجربة الديموقراطية الوليدة في تونس، فقتل الابرياء في المتحف كل ذنبهم انهم زاروا تونس للتعرف على معالمها السياحية والاحتكاك بشعبها المتحضر الذي اختار الديموقراطية كطريق جديد له.
حسنا فعل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي باعلانه الحرب على الارهاب والارهابيين.
التجاوب الدولي السريع من كل قادة العالم والامين العام للامم المتحدة سيجعل تونس رأس الحربة في الجهود الدولية لملاحقة الارهابيين ليس في تونس فقط بل في ليبيا كذلك.
علينا كعرب ان نسأل ما هذا الفكر التهديدي المخرب الذي يحارب ويخرب التراث والحضارة الانسانية اللذين بنتهما الشعوب منذ آلاف السنين؟ هل يعقل ان يلجأ بشر الى تدمير التراث الانساني من مدن وآثار قديمة وتسويتها بالارض في العراق، ودخول عصابات داعش الى متحف مميز يزوره زوار اجانب وقتلهم؟ العملية الارهابية وحدت الشعب التونسي وراء قيادته ومؤسساته الامنية والعسكرية حيث اكدت الصحف المحلية ان كل القطاعات الشعبية والاقتصادية والثقافية والاعلامية قد بدأت في حرب طويلة الامد ضد الارهاب والارهابيين، فالشعب التونسي متوحد اليوم ضد من يسعون الى تقويض تجربته المميزة في التوفيق بين الاسلام والديموقراطية.
واخيرا ما هو المطلوب من المجتمع الدولي والعرب لدعم تونس في التصدي لمن يريد تخريب تجربتها؟ مطلوب اليوم من مصر وتونس وكل العرب والعالم الوقوف مع تونس ليس بالدعم الكلامي والادانة للارهاب فقط.. بل مطلوب تنسيق عربي ودولي للعمل على منع انتشار الارهاب والارهابيين في ليبيا ومنع ليبيا من التحول الى بؤرة للارهاب تهدد تونس ومصر وكل الدول العربية والاجنبية، فالارهابي الذي قتل السواح في تونس تدرب في معسكرات داعش في ليبيا، مطلوب من دول الخليج الوقوف مع تونس ومصر لمحاربة المخطط الارهابي لتحويل ليبيا بؤرة للارهاب والارهابيين خصوصا ان هنالك معلومات تؤكد تدفق الجهاديين الخليجيين الى ليبيا، لذلك مطلوب جهود دولية وعربية للعب دور اكثر فعالية لمحاربة الارهاب في شمال افريقيا.