ديموقراطية.. الأكثرية

أشكال الديموقراطية مختلفة ودساتيرها متعددة، ولكل بلد ديموقراطي نظام منه الكامل وآخر جزئي.

والأنظمة الديموقراطية رغم اختلافاتها من بلد لآخر إلا أنها تمنح الشعوب مزيدا من الحريات، وتتيح المشاركة في اختيار أعضاء البرلمان وتشكيل الحكومة من قبل الحزب الذي يملك أكبر عدد من مقاعد البرلمان.

ومثلما ان الديموقراطية لها إيجابياتها المعروفة والتي تكمن في مشاركة الفرد في اختيار من يمثله في البرلمان، فهي أيضا تحمل سلبيات ومساوئ ودائما ما تتسبب في انقسام مجتمعي خطير ومن ثم تبدأ في ساحاتها الصراعات العرقية والدينية والاجتماعية، وهذا دائما ما يحصل في المجتمعات التي لا تدرك أصول الديموقراطية ومفاهيمها والتي يفترض أنها تكمن في احترام وتقبل نتائجها وإن كانت مريرة.

خطر الديموقراطية على أي دولة يقع وسط ساحات الجهل والتعصب لان البعض يفسرها بالمصلحة الخاصة بعيدا عن المصلحة العامة التي تشمل الكل وفق القانون، ويعد وصول الأكثرية الجاهلة المتعصبة أكبر خطر على الدولة والمجتمع، ما دامت الكراسي تتوزع وفقا للفزعات والعصبيات والتحديات حتى وإن كانت تحمل ملامح ديموقراطية.

وللأسف بهذا تترسخ المفاهيم المغلوطة بضرورة تحويل البلد إلى مؤسسات خاصة، ويصبح القانون بكل زواياه لا يحترم، ويطبق فقط على الضعيف البعيد عن المحسوبيات، فضلا عن المناصب التي توزع كهبات على أساس المحسوبيات.

ولو أتينا إلى الأزمات الإقليمية فسنجد كارثة الرأي والتوجهات السياسية من قبل بعض السياسيين في البرلمانات، والتي يمكن ان تأخذ منحنى على أساس طائفي وعرقي وعدائي بهدف مكاسب انتخابية.

أخيرا.. الديموقراطية بحاجة إلى شعب واع يدرك فوائدها العامة وليس الخاصة وغير ذلك تبقى فوضى، القوي في ساحاتها يأكل الضعيف.