ذكرنا هنا أكثر من مرة أن الغرب منحاز لقوى الإرهاب والتطرف الذين انضووا تحت مسمى ميليشيات فجر ليبيا، وذكرت شواهد وقرائن على هذا التحيز، كان أبرزها أن الغرب وضع حكومة الثني المنبثقة عن المجلس النيابي الذي انتخبه الشعب الليبي في انتخابات حرة نزيهة على قدم المساواة مع ميليشيات فجر ليبيا التي خسرت الانتخابات ثم انقلبت على الحكومة الفائزة، وقامت باحتلال معظم الأراضي الليبية منها العاصمة طرابلس وبنغازي وغيرها من المدن الليبية، ولم يحرك الغرب ساكنا إزاء هذا الانقلاب لا هو ولا المبعوث الأممي السابق طارق متري ولا الحالي برنارندينو ليون، بل إن الغرب ومن خلال مجلس الأمن رفض مؤخرا طلبا للحكومة الليبية الشرعية لشراء أسلحة لمواجهة القوى الإرهابية والانقلابية التي أدخلت حليفها الجديد داعش للأراضي الليبية.
واليوم وبعد توحيد قوى الجيش الليبي الوطني تحت قيادة الفريق خليفة حفتر الذي بدأ حملة عسكرية منسقة، بعد أن تم تحرير بنغازي وتأمين معظم آبار النفط وموانئ تصديره، انطلق الجيش الوطني باتجاه طرابلس وقوى فجر ليبيا تتهاوى أمام طلائعه ولم يبق بضع وستين كيلومترا لتحرير العاصمة من قبضة الإرهابيين. وجدنا المبعوث الأممي يغضب ويتجاوز إطار مهمته ويهدد بسحب الشرعية عن حكومة الثني ويتهمه بأنه يعرقل الحوار الجاري في المملكة المغربية الذي فرضه الغرب على الحكومة الليبية الشرعية لتتحاور مع ميليشيات فجر ليبيا الإرهابية التي انقلبت على الديموقراطية، وتمردت على إرادة الشعب الليبي، يأتي هذا على الرغم من أن الحوار جرى وفي بداياته كانت ميليشيات فجر ليبيا تقود حربا عنيفة للاستيلاء على بعض موانئ التصدير وحقول البترول..
ولم ينطق السيد ليون بكلمة لوم واحدة لفجر ليبيا، ناهيك عن أن الحوار لم يؤطر باتفاق هدنة أو وقف للقتال بين الطرفين، ومع ذلك عندما شعر الغرب بقرب انهيار ميليشيات فجر ليبيا كشف عن وجهه القبيح فرأينا السيد ليون يتهم الحكومة الليبية ورئيسها بعرقلة الحوار، ويهددها بسحب الشرعية منها وهي التي انبثقت عن المجلس النيابي الذي انتخبه الشعب الليبي.
ولا أرى كيف سينفذ تهديده هذا؟ هل بالدعوة لانتخابات برلمانية جديدة؟ أم أن لديه تفويضا لا نعلم عنه من الشعب ليتحدث نيابة عنه؟
وإزاء هذا الانحياز المكشوف فإنني أدعو الجيش والحكومة الليبية إلى عدم الالتفات لمثل هذه التهديدات الجوفاء التي تدعم القوى الإرهابية، بمخالفة شرعة الأمم المتحدة وميثاقها، وسيجد من يتصدى له في مجلس الأمن وفي المقدمة روسيا والصين وبالفيتو أن تطلب الأمر، وليمضوا على بركة الله للقضاء على الإرهابيين وتحرير ليبيا منهم وإعادتها لأهلها.. وهذا يتطلب بطبيعة الحال الدعم العربي الذي أتطلع لأن يتنامى ويتعاظم في القريب العاجل فنصرة ليبيا وأهلها في مواجهة الإرهابيين واجب قومي وشرعي مقدس.. فهل من مدكر؟
آخر مقالات الكاتب:
- قوافل اللاجئين صنيعة الغرب وعليه حلها
- روسيا ستنجز ما عجزت عنه أميركا..
- غداً ذكرى عزيزة للكويت وأهلها..
- بعد التجميد.. الحكومة تصفي الأوفست؟!
- روسيا.. الذهاب إليها متأخراً خير أيضاً
- «حماس» شرطي إسرائيل في غزة
- العبادي بدعم الشعب سيسحق الفساد
- سلمت عين الأمن الساهرة
- فزعة العراقيين على الفساد والفاسدين..
- إجرام الطالح علي عبدالله صالح