تعرفت على المرحوم خالد عبداللطيف الشايع، بعد التحرير بسنوات قليلة، وكان الصديق الكريم فيصل النصف، صلة الوصل بيننا. دعاني يوماً «أبو وليد» لأن اكون أحد رواد مجلسه الأسبوعي في الشاليه، وهناك عرفني على اصدقاء طفولته وصباه ودراسته، وكان مجلسه كل خميس وجمعة عامرا وجميلا، بمن فيه وبما كان يقدم خلاله من أطايب الطعام والشراب.
وجدت في «ابو الوليد» شخصية مميزة وصاحب ثقافة عالية، وكانت لديه دائما افكار جيدة وآراء صائبة، وكتبت عدة مقالات استوحيت موادها من آرائه وافكاره، وكانت لها صداها الطيب. بعد سنوات عدة من ارتيادي ديوانه في الشاليه، وبعد وفاة العم عبدالرزاق الخالد، الذي كان عميد الحضور، توقفت عن الذهاب الى الشاليه، خاصة أن مشوار طريق العودة للبيت، بعد وجبة دسمة، أصبح أكثر صعوبة. وعلى الرغم من توقفي، واعتذاراتي المتكررة، فإنه لم يمل في السنوات الخمس الأخيرة من الاتصال وحثي على زيارته، وهذا دليل طيب اصله، وكان آخر تلك الاتصالات قبل عشرة ايام من وفاته، ووعدته بأنني سألبّي دعوته، وأصل ما انقطع، بعد عودتي من رحلتي الحالية، ولكن يبدو أن القدر شاء ألا نلتقي أبدا.
عرفت في خالد الشايع رجلا شهما كريما، وكان يلبي بسهولة كل ما كنت اطلبه منه من عمل خير او تبرع.
تغيّر ابو وليد بعد فقده فلذة كبده ووحيده (وليد) في حادث سير مؤسف. وعلى الرغم من صعوبة الأمر عليه فإنه لم يتغير، بل ظل وفيا لطيب عاداته. موته المفاجئ ترك فراغا لدى كل محبيه، فقد خسره كل من عرفه صديقا، كما خسرته أنا، صديقا وناصحا وجارا، ولكن الخاسرة الكبرى هي شريكة حياته التي نقدم لها ولأسرته الصغيرة والكبيرة ولكل محبيه خالص عزائنا.
ملاحظة:
الاستشاري رئيس كلية جراحة المخ والأعصاب في معهد الكويت للتخصصات د. يوسف العوضي، نجح مرة أخرى في عملية جراحية نادرة، وهذه المرة كانت المريضة فلبينية، مع كل دلالات الخبر، الطبية والإنسانية، المهمة. شكراً للدكتور العوضي، الجراح والإنسان، وهذا مجاله الطبيعي!