نجاح نتنياهو سيعري التطرف الصهيوني

نجاح المتطرف الصهيوني بن يامين نتن ياهو وحزبه الليكود، ومعه أحزاب أقصى اليمين الديني بما سيسمح له بتشكيل حكومة يمينة صرفة، لأول مرة منذ ما يزيد على الخمسة عشر عاما.. هي أخبار جيدة لقضية العرب الأولى والتي أضحت اليوم منسية للأسف الشديد بسبب الربيع الماسوني الذي شغل العرب بأنفسهم وترك الصهاينة يعربدون كما يشاءون، وينقلبون على ما وقعوا عليه من الاتفاقيات التي لم ينفذوها، ومع ذلك اعلن نتن ياهو أنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية بجوار إسرائيل، بالرغم من انه لطالما صاح وملأ الدنيا صراخا بأنه لا يوجد شريك فلسطيني لتحقيق السلام منذ ست سنوات، عندما تعهد أمام الرئيس الأميركي أوباما بأنه يقبل بحل الدولة الفلسطينية، إلا أنه وبعد ست سنوات من المماطلة والتسويف الذي أعانته فيه حركة حماس التي كلما رأت الخناق يضيق عليه قامت بإطلاق صواريخها فقدمت له طوق نجاة وخلفت للشعب الغزي الدم والدمار ودون أي مقابل، كالحرب الأخيرة التي استمرت لأكثر من شهر وعادت الأمور لما كانت عليه ولكن الحقيقة الوحيدة التي بقيت كانت التدمير لغزة والمزيد من الموت الدماء والجرحى والمعاقين والبؤس لأهل غزة؟

المهم بعد ست سنوات اعلنها نتانياهو صريحة ومدوية بأنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية بجوار الكيان الصهيوني.. وبدلا من أن نجد من السيد أوباما موقفا حازم، وجدناه يقدم له التهنئة بالفوز ويؤكد بأن البيت الأبيض متمسك بحل الدولة الفلسطينية وانه بصدد إعادة تقييم الموقف من اعلان النتن ياهو.

مضت ست سنوات من فترتين رئاسيتين ولم يتبق منها الا سنتان.. فهل يجرؤ السيد أوباما للقيام بفعل كما الرئيس بوش الأب عندما واجه تعنت شامير فمنع المساعدات عن الكيان الصهيوني وهدد بالتصعيد إلى أن خضع شامير وجره جرا لطاولة المفاوضات في اسبانيا.. ولعل المفارقة هنا ان الظروف تكاد تكون متشابهة فشامير كان زعيم الليكود وكان يتزعم حكومة يمينية صرفة كالتي سيرأسها نتانياهو، وبالرغم من تشدد وتطرف شامير المعروف عنه، إلا أنه وأمام الضغط الدولي اجبر وحكومته المتطرفة على تقديم تنازلات مؤلمة تمثلت في قيام السلطة الفلسطينية «التي أفسدتها حماس».. وتوقيع اتفاقية وادي عربة التي استردت الأردن أراضيها بموجبها.

والحقيقة انه وفي ظل حالة الضعف الشديدة التي تنتاب الدول العربية التي غزاها الربيع الماسوني الذي دمر الأمن والسلام في العديد من الدول العربية.. فإنني اعتقد جازما أن آمال حل القضية الفلسطينية معقودة على الصلف والغرور الصهيوني وذكاء القيادة الفلسطينية.. فالحرب اليوم لم تعد حربا عسكرية وإنما حرب ديبلوماسية وفي منأى عن العنف، بل ان أي استخدام للعنف في هذه المعركة سيكون لصالح الصهاينة.. حرب الحَكَم فيها المجتمع الدولي «وأقصد الشعوب وليس الحكومات».. فمن اسقط العنصرية في جنوب أفريقيا هو المجتمع الدولي وبفضل الشعوب التي رفضت العنصرية التي كانت تمارس على الشعب هناك.. واليوم الكيان الصهيوني يمارس أبشع أنواع العنصرية في مواجهة الشعب الفلسطيني، وهي ما يجب التركيز عليه ومن الضرورة بمكان التهديد بإلغاء السلطة الفلسطينية والمطالبة بالحقوق المدنية في دولة إسرائيل والتهديد بها على نطاق واسع.. وهذا ما لن يقبل به الصهاينة على الإطلاق، وهو ما قد يجبرهم على تقديم تنازلات مؤلمة من جديد كما قدمتها حكومة شامير اليمينية في مطلع التسعينيات القرن الماضي.. فهل من مدكر؟