طبياً، يمر المدمن على المخدرات أو غيرها بمراحل ثلاث: الإدمان، ثم إنكار الإدمان، وأخيراً الاعتراف بالإدمان، وطلب العلاج.
ويقول د. كامل النجار إنه كلما طالت فترة الإدمان استعصى العلاج، وإن المسلمين، بشكل عام، ورجال الدين ومؤسساتهم قد أدمنوا الأدلجة الإسلامية على مدى قرون وما زالوا في مرحلة الإنكار، وبالتالي هم بعيدون كثيراً عن العلاج. ويدلل على قوله بأنه في كل مرة يرتكب الإرهابيون جريمة يصمت الشيوخ من أمثال القرضاوي والزنداني، أو ينكرون صلة ما حدث بالفكر الإسلامي، وغالباً ما يلجأون إلى نظرية المؤامرة. فبعد أن ارتكب الدواعش جريمتهم النكراء بحرق الطيار الأردني، خرج علينا الأزهر بباقة من النكران، وشككوا في صحة أحاديث وطعنوا في الرواة وبأن الحديث «ساقط وباطل، لا سند له»، علماً بأنهم لم يذكروا ذلك قبل حادثة حرق الطيار. كما أي حديث لا يعجبهم يجدون في سنده شخصاً يقولون إنه غير ثقة وضعيف وكاذب، وكأنهم كانوا جالسين مع هؤلاء الرواة الذين شبعوا موتاً عندما جمع البخاري أحاديثهم بعد أكثر من مئتي عام من وفاة النبي، فكيف عرفوا أن الحديث ضعيف؟
كما أن نسبة ما يحصل لنظرية المؤامرة عالية ولم تتوقف يوماً، وكيف أن أمير «داعش» الملقّب بالبغدادي هو في الحقيقة «شمعون إيلوت» وانه عميل استخبارات صهيوني، واسمه المزيف «إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري الرضوي الحسيني» وأن هدفه اختراق التحصينات العسكريّة والأمنيّة للدول الّتي تشكل تهديداً لأمن إسرائيل، ولا أدري إن كانت هناك تحصينات عربية لم تخترق.
ويرى د. النجار أن الحل لمآسي الأمة الإسلامية يكمن في تنقيح وتحديث المناهج الدينية التي تملأ رؤوس النشء، والتي تجيز قتل المرتد وطبخ لحمه وأكله، أو أكله نيئاً، وأن نفيق من إدماننا، ونواكب التطور والحداثة. ولكنه يستدرك قائلاً: إننا سنظل في مرحلة إنكار الإدمان إلى أن يأتي رجل شجاع كأتاتورك ليُدخل فقهاء الحيض والنفاس في مساجدهم، ويفصل الدين عن الدولة، ووقتها سوف نبدأ مرحلة العلاج التي ربما تطول كما طالت علينا فترة الإدمان.