في الوقت الذي تشتد فيه المنافسة العالمية على فتح بلدانهم للاستثمارات الاجنبية لخلق مناخ ملائم للتجارة والازدهار الاقتصادي.. نجد الكويت على الرغم من الرغبة السامية لفتح البلد اقتصاديا وتجاريا وتحويلها الى مركز مالي مرغوب به نجد الاجراءات الحكومية تتخذ سياسات تسير عكس التوجهات العالمية.تصرفات الحكومة واجراءاتها وتعقيداتها غير المعقولة تجعل رجال الأعمال الكويتيين يتساءلون: هل الحكومة جادة فعلا لتحويل الكويت الى مركز مالي؟ اخبرني رجل أعمال ناجح في مجال عمله في التجارة البحرية والموانئ ان مليونيرا ورجل أعمال صينيا كان موجودا في دبي في رحلة عمل وهاتف صاحبنا عن رغبته بزيارة الكويت لفترة قصيرة لتوقيع الاتفاق مع صاحبنا الكويتي..سارع رجل الأعمال الكويتي الى الداخلية ليطلب فيزا دخول لرجل الأعمال الصيني واخبروه في الداخلية ان عليه ان يحضر الشهادة الجامعية لرجل الأعمال الصيني.. اخبرهم صاحبنا ان هذا الرجل يملك عدة شركات في الصين ويتعامل مع كل دول الخليج وهو يود العمل مع الكويت..فلماذا تطلبون منه شهادته الجامعية، هو لا يريد العمل في الكويت، كل الذي يطلبه هو زيارتها لتوقيع عقد تجاري..؟ لا اعرف شخصياً ما الهدف من طرح هذا الطلب «شهادة جامعية»؟ هل نريد تجنيس الشخص او تزويجه لاحدى بنات الكويت؟.
اذكر جيداً ان رجل أعمال كويتيا قريبا لي اراد استضافة رجل أعمال فرنسي لتوقيع عقد تجاري وفوجئ بالطلب الغريب..الشهادة الجامعية لرجل الأعمال الفرنسي! اخبرني بأنه من المستحيل ان يطلب من مليونير فرنسي شهادته الجامعية ليدخل جنة الكويت في رحلة عمل لمدة يوم أو يومين..فما كان من قريبنا الا أخذ شهادته الجامعية الصادرة من احدى الجامعات الامريكية وصورها بعد تغيير الاسم ووضع اسم المليونير الفرنسي..جماعتنا في الداخلية اشدعوه يعرفون الفرق بين الشهادة الامريكية أو الفرنسية.. المهم الرجل حضر للكويت ووقع العقد وغادر.
رجل الأعمال الكويتي الذي طلب مني كتابة هذا المقال يؤكد انه مضطر للذهاب للصين لتوقيع العقد مع الشركة الصينية لان فطاحل وزارة الداخلية مصرون على الحصول على شهادته الجامعية.
الأمر الذي لا يعيه المسؤولون في الكويت وضباط الداخلية ان معظم رجال الأعمال في العالم الغربي والوطن العربي والكويت الناجحون في أعمالهم لا يحملون شهادات جامعية فخبرة رجال الأعمال الكويتيين وعملهم وامانتهم وجديتهم وانتاجيتهم لا تحتاج الى شهادات جامعية..هل يعلم المسؤولن في الداخلية ان اغنى وأشهر رجل في العالم ببل غيتس لا يحمل شهادة جامعية..بل ترك جامعة هارفارد ليفتح شركة مايكروسوفت وهذا النجاح الباهر لا يحتاج الى فيزا الداخلية، بالمناسبة لقد زار بيل غيتس الكويت اكثر من مرة..كيف سمح له بالدخول وهو لا يحمل شهادة جامعية، لازم واسطته قوية؟
أتصور ان السبب الرئيسي لشرط الشهادة الجامعية هو اهانة رجال الأعمال الكويتيين واحراجهم امام الاخرين ويعود السبب الى شعور بعض موظفي الدولة الكبار من وزراء ووكلاء بالنشوة والغطرسة وهم يرون رجال الأعمال يهانون امام موظفي الدولة..لذلك لجأت الشركات الى توقيع عقودها في بلدان الخليج الاخرى بدلا من الكويت..لاننا بلد طارد لرجال الأعمال..ويبون الكويت تتحول الى مركز مالي وتجاري..بالمشمش!!