تخيَل لو عرفت على سبيل الافتراض أن جنسيتك ستسحب غدا، ماذا ستفعل في هذا اليوم الاخير؟ حتما ترتبك وتتوارى خلف ظنون نفسك وتخاف وتجزم بأن إغتراف المزيد من الحريات في الحياة لم يعد له طعم الآن .
البعض سيتجه إلى الإستغفار، والبعض الآخر سيتصل بالأهل والمحبين لطلب المساعدة، وفئة من الناس ستصاب بحالة هستيرية غريبة، فكل شخص سيشكل بشاكلته، ومن هذا المنطلق لدي الرغبة في دراسة معرفة الإتجاه الذي يسير عليه الإنسان في هذا الزمن السريع.
فليتأمل الفرد الشاب اندفاعه المتهور نحو مسارات غائبة المعنى والهدف، خصوصاً أننا على أبواب الأخطار والإرهاب الدولي على دول الخليج بلا استثناء، ولن نستطيع مهما ملكنا من قدرات خارقة أن نوقف هذا المد الإرهابي والزحف التكفيري التاريخي الصاعد ضد المسلمين أجمع، دون توحيد المواطنة الحقة المخلصة للأرض والوطن.
لنفهم أنفسنا كيف نعيش في مأمن وفي أعماقنا الفرحة والرضا، فالعصر الذي نعيش فيه بات يدور في دورة سريعة الإيقاع، لا أحد في مجتمعنا إلا ويشكو ولكن ليس العلاج الفوضى والتخريب والترهيب وإستغلال الشباب، إنما هو البرلمان والدستور وسيلتنا وسلاحنا لتصحيح المسـار.
الخصال الخبيثة التي تكتسي ثياباً سوداء قاتمة والوصولية والمصالح التي تضرب في سبيلها كل القيم والأخلاق للأنسان يعكس تصرفات سلبية في الشخص .. وأحيانا عدوانية على الآخرين وعلى الوطن.
الحياة موازنات كل شيء فيها متوازن بحيث يتساوى البشر في المعطيات والتضحيات، وعندما تتعفن بؤرة الروح ستخبث السريرة ويثقل الأنسان ويفرز في كل لحظة ودقيقة صيغا من العدوانية والسلوكيات الفاسدة، ولهذا سيصاب بنوبة جنون ورعب حينما يداهمه القانون والحق.
من الأمور المدهشة في هذا الزمن تحويل المسميات من مضمونها الحقيقي إلى مصطلحات خاوية ظاهرها رحمة وباطنها العذاب، فقد أختلت ألوان القيم والعنوانين وتشابكت المفاهيم فيما بينها وأهم هذه المعطيات الحاضرة على الساحة العالمية هي إشكالية السلام والإرهاب مصطلحان لم نعرف لهما صدى إلا في الأزمنة الأخيرة.
إن الأنسان الحر الشريف المنزه عن كل رغبات مريضة وأوهام باطلة يدرك أن المكاسب التي يملكها هو الأمان والعزة والخير الكثير في هذا الوطن، وان كانت مزاعمهم تستهدف السيطرة على الشباب وتوجيههم ضد الدولة والأسرة الحاكمة فإننا ندعو سبحانه أن تكون نهايتهم في هذا التاريخ المرتقب وهو .. بعد إنتهاء صلاحية الجنسية لهم.
والله المستعان .. يا وطن