ملاحظة أولى… إذا كانت تغريدة أَطلقت استجواب الوزير الإبراهيم، كما جاء في مانشيت «الجريدة»، فهناك تغريدات أَودعت أصحابها السجون فتراتٍ طويلة، ولا يعني هذا الفهم القاسي للقانون أن يتحمل الإنسان وزر كلامه، بقدر ما يعني سوء مثل تلك التشريعات، ويخبرنا بكمّ الاستبداد التشريعي في الدولة حين يغيب التناسب بين الفعل والعقوبة، والفعل هنا في التغريدات التي هي كلمات بسيطة مكونة من أحرف لا تتعدى العشرات، ومعظمها يعبر عن سخط صاحبه من الوضع السياسي أو يشي بنقد اجتماعي، ومع ذلك في دول تجثم فيها السلطة على صدور الناس تصبح الكلمات والحروف من المحرمات المرعبة.
السلطة هنا ليست فقط سلطة الحكم، أي سلطات الدولة الرسمية، بل تشمل سلطة العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية والثقافية، ولو ألقينا نظرة على قانون المطبوعات والنشر، أو قانون حماية الوحدة الوطنية، أو قانون المرئي والمسموع، وهي أمثلة ليست حصرية، وحسَبنا كم مرةً تتردد كلمة «يحظر»، لعرفنا أي نكتة سمجة نكررها حين نتحدث عن حرية الفكر، أو حريات الضمير بمعنى عام.
متابعة قراءة لم يقرر الإبراهيم جديداً
اليوم: 16 مارس، 2015
شرق أوسط جديد!
مشروع الشرق الأوسط الجديد فكرة أميركية صهيونية مشتركة انطلقت بقوة مع بدايات الألفية الثالثة، وهي مكونة من ثلاثة أضلاع؛ أولها المستشرق برنارد لويس (البريطاني المولد والأميركي الجنسية واليهودي العقيدة) وثانيها الرئيس الأميركي جورج بوش الابن (الذي طغى على إدارته اليهود واليمين المتطرف) وثالثها شمعون بيريز (رئيس وزراء إسرائيل الذي أصبح فيما بعد رئيساً للجمهورية)، وهذا المثلث بحد ذاته يكفي لمعرفة مدلولات وتطبيقات مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يقضي بإعادة تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة العربية، وإضافة كل من أفغانستان وباكستان وتركيا إلى المنظومة الجديدة، وتفكيك الدول العربية الرئيسية مثل العراق وسورية واليمن والسعودية وليبيا.
«إشْ بُقـَى لْنا»
«إحنا غير».. كنا غير، تماماً كما نوه او تحسر الدكتور الخطيب.. كنا متميزين حضارياً ومدنياً وحتى سياسياً عن مجمل شعوب المنطقة. صحيح ان غيرنا من الشعوب المحيطة يتمتع بإرث تاريخي مميز، وحضارة ضاربة في العمق.. لكن بقيت الكويت منارة متميزة في ظل الانكفاء والتغييب، الذي طال حاضر شعوب المنطقة. كنا غير.. كنا في الطليعة، وكنا الاكثر انسجاما واستيعابا لظواهر وعوامل هذا العصر.
لكن تكالبت الظروف، وتم تحييد النشاط المدني والحضاري الكويتي. وتم قصقصة اجنحة التطور والتقدم. بحيث اننا اصبحنا، وبلا جدال، نلهث خلف الكثيرين او في الواقع الكل. الكل تقدم والكل وجد صيغة ما، يتأقلم فيها مع التطور ويستوعب ظواهر التقدم والتحضر الحالي. إلا نحن، مع الاسف، فقد شغلنا البعض بمواجهة قضايا وظروف الامس، بل نجح في جرنا حضاريا ومدنيا خطوات بعيدة الى الوراء. بحيث اصبحنا في نهاية الامر في نهاية سلم الرقي والتمدن الذي طال كل من حولنا.
متابعة قراءة «إشْ بُقـَى لْنا»
أسد «البلدية».. وكفالاتها
سبق أن كتبت قبل بضعة أشهر عن أسد هرب من حديقة الحيوانات البائسة في الكويت، بسبب سوء ظروف معيشة «الحيوان» فيها، وقاده سوء حظه للاختباء في مبنى «البلدية»، حيث اختفى بين مئات آلاف ملفاتها من دون أن يكتشف وجوده أحد. وكان يعيش على لحوم بعض المراجعين وموظفي إدارة الملفات، الذين كان يقودهم سوء حظهم الى مربضه. ولكن بعد ستة أشهر تم الكشف عن مكانه والقبض عليه خلال ساعات من نهشه لحم «فراش» البلدية التاريخي! فالفراش في البلدية ليس كأي فراش في العالم أجمع، فهو الذي يقوم بتنظيف الممرات والمكاتب والحمامات، وهو الذي يقوم بتوصيل الطلبات، وهو الذي يعرف كيف يجد الملفات المفقودة، وتقديم الشاي للمدير وضيوفه، ووضع المستندات في الملفات، وترتيب قضايا الرشوة ومن يقبض ومن يدفع، وهو ـــ بخلاف كل موظفي البلدية ـــ يحسب لغيابه ألف حساب، فإن غاب، غاب الإنجاز معه. أما أكثر وظائفه أهمية فتتمثل في كونه الشخص المناسب لتحميله مسؤولية أي خطأ يحدث في «البلدية». وبالتالي لم يشكل غياب عشرات الموظفين، الذين نهش الأسد لحومهم، مشكلة لأحد أو يثير غيابهم الانتباه، ولكن ما إن نهش الأسد لحم الفراش «العرد» حتى تبين ما خلقه غيابه من فراغ، مما اضطر الإدارة الى بذل قصارى جهدها للبحث عنه، وهكذا قادهم البحث الى مكان الأسد الغبي، وتمت إعادته الى حديقة الحيوان ولــ «البهدلة» فيها! ولو أنه لم يأكل لحم ذلك الفراش المسكين لبقي بين ملفات البلدية حتى اليوم.
متابعة قراءة أسد «البلدية».. وكفالاتها
الجنسية صلاحيتها يوم واحد
تخيَل لو عرفت على سبيل الافتراض أن جنسيتك ستسحب غدا، ماذا ستفعل في هذا اليوم الاخير؟ حتما ترتبك وتتوارى خلف ظنون نفسك وتخاف وتجزم بأن إغتراف المزيد من الحريات في الحياة لم يعد له طعم الآن .
البعض سيتجه إلى الإستغفار، والبعض الآخر سيتصل بالأهل والمحبين لطلب المساعدة، وفئة من الناس ستصاب بحالة هستيرية غريبة، فكل شخص سيشكل بشاكلته، ومن هذا المنطلق لدي الرغبة في دراسة معرفة الإتجاه الذي يسير عليه الإنسان في هذا الزمن السريع.
متابعة قراءة الجنسية صلاحيتها يوم واحد
«عدت للشرق فوجدت.. الإخوان المسلمين»!
هل تذكرون ذلك الممثل السوداني – أو النوبي – صاحب الدم الخفيف والجملة الشهيرة والذي ظهر مع الزعيم «عادل إمام» في فيلم «الإرهاب والكباب» حين كان يردد طوال المشهد مقولة: «في أوروبا والدول المتقدمة.. بيعملوا كذا وما بيعملوش كذا؟!، أستعير منه هذه الجملة اليوم وأقول انه..«في أوروبا والدول المتقدمة» لايمكن أن نقرأ لافتة فوق سوق مركزي مكتوب عليها «سوبر ماركت.. الإيمان» أو تجد بقالة إسمها «بقالة الصلاح» أو تدخل إلى سينما إسمها «سينما لوقا»!،وبالطبع إذا احتجت لإصلاح ثقب في إطار سيارتك فإن من سيصلحها لايضع لافته على محله تقول «بنشرجي الشهيد»، وأيضا لاتوجد عندهم «جزارة – أو ملحمة – البركة» ولا مشتل زراعي إسمه «مشتل سدرة المنتهى لبيع الزهور».. وهلمجرا! الآن إلى العالم الإسلامي وأقرأ العجب العجاب! ستجد بقالة «الإيمان» وسينما «الفردوس» وبنشرجي «الشهيد» و ملحمة «أحد» ومطعم «الكرامات» بل وستجد شخص أسس بنكاً – أو مصرفاً – وأطلق عليه إسم.. «بنك التقوى»؟! هذا البنك – أو المصرف – له حكاية طريفة معي وكان ذلك في بدايات الشهور الأولى من بدء حياتي الصحافية في عام 1981، أي إن القصة عمرها الآن 34 عاماً بالتمام.. والكمال!
متابعة قراءة «عدت للشرق فوجدت.. الإخوان المسلمين»!