بغضّ النظر عن دعاوي التجديد او التنظير التي اطلقها قادة الحراك. فان تجمع يوم امس الاول كان من اجل «التضامن» مع امين عام حشد المسجون مسلم البراك. وليس من اجل الاهداف الستة التي اعلنها السيد احمد السعدون. هذا على الاقل ما جهر به اغلب المغردين المحرضين على الحضور، وهو الانطباع التلقائي والعفوي لكل من تابع نشاط اتباع الحراك، وفحوى تغريداتهم المحرضة على حضور تجمع الاثنين.
الغريب والعجيب هنا، ان كل هذا يجري ومحامي امين تجمع حشد المسجون، او كما يبدو امين عام حشد نفسه، يجتهد لاستعطاف النيابة والقضاء للافراج عنه تحت حجة كبر السن والمرض!
هناك خطأ ما هنا، إذ لا يعقل ان يحدث هذا من قبل اي سجين سياسي، صاحب قضية مستمرة. ولا يعقل ايضا ان يدعو البعض الى التجمع والى التكتل مستغلا قضية سجن مسلم البراك. ومتخذا اياها دعوة لشحن الناس وحشدهم خلف مطالب «حشد» الستة. في حين يسعى مسلم البراك نفسه او محاميه الى تبريد الجو، والى اعلان الاستسلام والطلب من الجهات المختصة الترفق به واطلاق سراحه!
ما ت.رهَم.. على ما نقول في الكويت. فأمين عام «حشد» يرسل رسائل التحريض والتحشيد لافراد الحراك. وذات المحامي الذي نقل رسائل البراك لجمهوره، هو ذات المحامي الذي حمل دعوى الاسترحام والترفق للمحكمة. ما ترهم على الاطلاق.. ولا ازال اعتقد انني «فهمت» غلط. لكن انا على ثقة في الواقع مما فهمت. فليست المرة الاولى ولا الاخيرة التي تتخبط فيها جماعة الحراك، ويعلنون غير ما يسرون، او يستهدفون ما لا يؤمنون به. ولو كانت القضية سياسية وليست قانونية، ولو كان للحراك قيمة حقيقية، او يشكل خطرا فعليا، لطالبت الجهات المختصة بقبول استرحام مسلم البراك والقضاء على حراك الجماعة في مهده.
مرة ثانية.. لن يكون في الامكان الاستمرار في حشد الناس، واستنهاض هممهم، باستخدام المطالب وعرض الطروحات الوهمية وغير الواقعية لجماعة الحراك. نقد الواقع الحالي ليس مشكلة ولا اعتقد يوجد اي عاقل في الكويت لا يحس بخطورة المستقبل، ولا يشعر بأزمات ونكسات الحاضر.
لذا فان الناس بحاجة الى ان تعرف ما الذي سيجلبه ابطال الحراك، وما الذي سيطرحونه وينجزونه.. اما نقد الوضع الحالي واعادة تكرار اتهامات الفساد والسرقات، خصوصا في غياب الادلة الدامغة، فإنه مضيعة للوقت وهرج سئم اغلب الناس منه.