أحداث كثيرة وخطيرة غطت على محاولات السيد احمد السعدون اعادة الحياة الى نشاط وحراك «المعارضة الجديدة». جرائم وخطر دولة «داعش» الاسلامي، واخيرا سجن رفيق دربه النائب السابق مسلم البراك. والواقع ان هناك من يحاول ان يستغل سجن النائب البراك للتغطية على المحاولات الجادة والضرورية لتنشيط واحياء الحراك. بل ان البعض تمادى بعيدا، واستبق محاولات السيد السعدون، وذلك بالادعاء بان اي نقد او حتى تقييم يوجه لنشاط الحراك هو خيانة وطعن في الظهر لامين «حشد» المسجون مسلم البراك.
نأمل الا تؤدي هذه الادعاءات الى وقف نشاط السيد السعدون، او كبح محاولاته الجادة، التي برزت مؤخرا للارتقاء بمستوى الحراك السياسي. وتحويله من تجمعات انتهازية، قبلية ودينية، الى بنية سياسية تتماسك حول اهداف ورؤى سياسية وطنية محددة.
لقد كان السعدون موفقاً الى حد كبير في تشخيص مشكلة الحراك، التي تجلت في غياب الرؤية، وافتقاد الحلول للمشاكل، التي اصلا لم يستوعبها الحراك، ولم يهضم مسبباتها واصولها. وقد لامس كبد الحقيقة حين كشف التناقض، الذي يلف الحراك قيادة واعضاء. حيث يتلذذ الكثير في الحراك بممارسة الافساد والفساد، في الوقت الذي يرفعون فيه لواء محاربته والقضاء عليه.
لكن مع اهمية كل هذا، فان السيد السعدون يجتر ذات الاخطاء التي ينتقدها. ففي موقفه من السلطة والنظام يمارس الحراك النقد والتجريح من دون طرح للحلول او حتى تحديد للمشكلات. احمد السعدون في نقده لمسار الحراك يجتر ذات الاسلوب، فهو يطرح ايضا السلبيات ويشير بدقة شديدة اليها. لكنه في ذات الوقت لا يقدم «الرؤية» المطلوبة، ولا يطرح الحلول المترجاة.
نريد من السيد احمد السعدون ان يكشف لنا موقفه الآن، وان يحدد لنا من يكون. هل هو ديموقراطي كما هو مطروح ومؤمل، ام كبقية الحراك «انتخابي»، كل مسعاه تحقيق احلام الاستحواذ الوردية للمؤيدين والناخبين؟
ان الشعارات والاهداف الحقيقية يجب ان تتمحور حول تطبيق نظام ديموقراطي حقيقي، وتفعيل المواد الدستورية المتاحة، وذلك بتحقيق مبادئ الحرية والعدالة والمساواة، التي مع الاسف ليس لها مكان هنا.. خصوصا في نفوس اصحاب الحراك وممارساتهم الحقيقية.