مع الاسف، فان السيد احمد السعدون «ما راح بعيد». بل ظل يراوح في مكانه. فبعد النقد المتواصل لمسار الحراك ومحاولات البحث الجادة عن هوية حقيقية ووسائل متاحة لتطوير الحراك ولانتشاله من ورطته، بدلا من ذلك عاد السعدون لساحة الارادة بنفس الطروحات وتحت ذات المظلات التي تجمعت تحتها وبها مكونات الحراك القبلية والدينية في السابق.
ليس هناك خطأ او مشكلة في التجمع في ساحة الارادة او غيرها من الساحات. لكن يبقى المهم من اجل ماذا ولتحقيق اي هدف؟ السيد السعدون كشف لنا في آخر ثلاثة خطابات عامة له تعمد نشرها واذاعتها في مواقع التواصل الاجتماعي عن «فساد» اغلبية جماعات الحراك، وانعدام صفاء النية والاخلاص بينهم. اليوم يحمل السيد السعدون كل اخطاء وخطايا جماعة الحراك، ويزرعهم في ساحة الارادة. ومع الاسف يسقيهم بذات الماء، ويتعهدهم بذات الادوات البدائية في الزرع والحصاد.
لم يتغير شيء، ولم يحدث اي تطور او حتى تبدل في، لا «المتحركين»، ولا حتى في طرحهم. مع هذا سيذهب احمد السعدون، او هو ذهب يوم امس الى ساحة الارادة بنفس الشعارات المتكررة، وتحت ذات الذرائع والدعاوى الباطلة.
ليس لدينا شك في ان قرار العودة لساحة الارادة في هذه الايام املته واقعة سجن امين حشد النائب السابق مسلم البراك. ولاشك في ان البعض نجح تحت دعاوى التخوين واتهامات الجبن في جر الكثيرين الى ساحة الارادة، بمن فيهم او على راسهم بالطبع السيد احمد السعدون. وهو الذي امضى الكثير من الوقت والجهد في الايام والاسابيع الماضية في تقييم ونقد ممارسات الحراك واهله. لكن القادة والزعامات السياسية ليس من المفروض ان تخضع لهذا النوع من الابتزاز بهذه السهولة. خصوصا انه كان في امكان السيد السعدون وغيره «التضامن» مع رفيق الدرب مسلم البراك عبر حصر النشاط والتجمع في ساحة الارادة بهذا التضامن والتعاطف مع السيد البراك. مع مواصلة امر وضرورة تقييم مسار الحراك وغربلة مكوناته والارتقاء بطرحه. هذا ما املنا به السيد السعدون، وهو ما كنا نتوقعه، لكن كما يبدو واتضح، فان السيد السعدون اختار الطريق الاسهل، وقرر ان ينضم لهم بدلا من هزيمتهم.