الإجرام الذي ترتبه إيران في العراق بتواجد عسكري مكثف، وبتصفية طائفية بغيضة، يؤكد يوما تلو الآخر أنها ربما ترتكب أعمالاً حربية مجرمة في القانون الدولي، ولا شك أن العراق بمباركة رئيس وزرائه الجديد حيدر العبادي للتواجد العسكري الإيراني في العراق، ما قد يفسر على أنه تخلى عن دولته لمصلحتها لأسباب وارتباطات، آخر همومها مصلحة العراق، وهو تفريط مباشر بالدولة العراقية، واتضح أن رئيس الوزراء الحالي العبادي هو الوجه الآخر للمالكي بكل طائفيته وتسليمه مقاليد العراق لإيران الفارسية.
في خضم تلك الأحداث الخطيرة التي ترتكب في العراق، وفي تكريت، وبقية المحافظات إلا أنه ينبغي أن ندرك أن التحرك الجبهوي الإيراني بتصعيد العمليات العسكرية، بتواجد قيادات من جيشها وبعض فرق هذا الجيش، المقصود منه صرف الانظار عن الإجرام الذي ترتكبه في اليمن، وسعيها الحثيث لنقل جزء من قواتها العسكرية إلى هذا البلد العربي للهيمنة عليه، في إجرام حربي ومناصرة أحد الفصائل اليمنية، وهم الحوثيون، مما جعل إيران متمردة ومارقة عن القانون الدولي، مما تستحق معه معاقبتها وفقا للفصل السابع للأمم المتحدة.
والأمر الملح حاليا في وضع إيران للمواثيق الدولية عرض الحائط، أن نجد تحركا ميدانيا فعليا لدول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، بترتيب وتحرك عسكري لمناصرة اليمن العربي، ولوقف التهديد الإيراني للأمن الاقليمي لدول الخليج العربية، ومطلوب من دول الخليج والجامعة العربية التحول من الدبلوماسية غير المجدية، بسبب الشجب والاستنكار، مما أضاع سوريا، ومنح إيران فرصة احتلال العراق والتحكم فيه، وها هو اليمن يسير إلى ذات النتيجة، إذا لم تتغير التحركات الميدانية لدول الخليج والجامعة العربية، التي لم تسمن سياساتها ولم تغن من جوع، فقد آن الآوان قبل أن تتمادى إيران للتدخل ببعض دول الخليج وربما احتلالها، فلا بد من بتر الرأس لإيران في اليمن، لتكون بداية لإعادة التوازن للمنطقة، ولا شك بأهمية كل من تركيا ومصر لتحقيق نجاح هذا الترتيب.
أما أصدقاؤنا الأميركان فيبدو أن غضهم الطرف عن إيران والاكتفاء باستنكار ناعم عبر دبلوماسيتهم المتباطئة مقصودة، لتمكين إيران من الهيمنة على المنطقة. لتزداد فرص ابتزازنا المالي لزيادة برنامج التسلح وتشغيل المصانع الأميركية، وهو ما يتطلب مصارحة حادة، خصوصا في ظل المبالغات في محاربة الإرهاب ــ رغم أهميته ــ إلا أنه يوجه لمحاربة طائفة، وتعزيز كفة إيران في المنطقة، وقد كانت البداية في العراق في ظل التواجد الأميركي أثناء إدارة بريمر. وأخيرا، فإن المؤسف أن تندفع بعض الأقلام الكويتية ــ بعيدا عن الحس الوطني ــ إلى مناصرة التوجهات الإيرانية وتبرير أعمالها، حتى بلغ الأمر بأحدهم لمطالبة دول الخليج بعدم التدخل في اليمن.