الإرهاب الدولي الذي اطلقت عقاله الدول الخليجية او «البترودولار» اثناء دعاوى تحرير افغانستان ظل نائما بعد احداث شهر سبتمبر 11 في الولايات المتحدة. وخمد تماما بعد الاطاحة بطالبان واعادة تحرير افغانستان ثم اغتيال زعيمه اسامة بن لادن بعد ذلك.
نهض الارهاب الدولي مجددا، او تم استنهاضه مرة ثانية بعد استثارة الفتنة الطائفية في سوريا واستغلال تعسف النظام السوري من اجل تجنيد شباب ومن شاب من منتسبي «الصحوة الدينية» لخوض حرب طائفية في سوريا ثم العراق تحت دعاوى تحرير الشعب السوري والتصدي لدكتاتورية النظام هناك.
القوى العالمية، وفي مقدمتها بالطبع دول البترودولار دعمت الارهاب ضد الحكم الاشتراكي المدني في افغانستان. وهي دعمت او مهدت للارهاب ايضا، وان كان بلا قصد، في محاولات الاطاحة بالطاغية صدام حسين. وهي الان تقود وتدعم هذا الارهاب بكفاءة تحت مزاعم ودعاوى التصدي لدكتاتورية النظام السوري.
نحن نقول «كل طراق بتعلوم»، بمعنى اننا نتعلم بعد كل صفعة او ألم او اهانة نتلقاها. العالم المعني بالارهاب. ودول البترودولار بالذات «شبعت طراقات»، ويبدو انها ستتلقى المزيد، لكن دون اشارة للاتعاظ او دليل على التعلم مما تلقته من طراقات.
مع الاعتراف الشديد بان بعض الانظمة التي عملت انظمة البترودولار وتحالفت مع النظام العالمي للاطاحة بها. مع الاعتراف بانها انظمة دكتاتورية كانت الاطاحة بها، على الاقل نظريا، في مصلحة شعوبها. إلا ان الواقع اثبت في اكثر من مرة ان الاطاحة بهذه الانظمة «المدنية» الدكتاتورية تعقبها هيمنة قوى الردة والتطرف والارهاب الديني. وحلولها في كل مرة خلفا لهذه الانظمة.
وبغض النظر عن موقفنا وشعورنا ككويتيين من صدام حسين، خصوصا في هذه الايام المباركة، ذكرى التحرير والاستقلال، فانه يبقى ان هذه الانظمة المدنية هي في النهاية ارحم واكثر توافقا مع العصر من مخلفات التطرف والارهاب. ورغم الجرائم المنسوبة لهذه الانظمة. ورغم قناعتنا التامة بصحتها. فانها تبقى جرائم الى حد ما «فردية» وضد من ثار او تمرد على النظام في ذلك الوقت. جرائم مخلفات البترودولار هي ضد الشعوب وضد المدنية وضد الحضارة، وهذه الايام كما شاهدنا ضد التاريخ والانسانية بشكل عام. فمتى ايها السادة تتعظون؟