بعيدا عن السياسة والسياسيين فإنني سأتكلم اليوم عن كتاب أنوى اصداره ويخص الجميع بعنوان «مرجلة ومراجل» والذي سأحاول أن اشرح فيه قصصا تسمعون بها وكيف تمت احداثها فقد يستخدمها بعضكم في موقف يحدث معه في يوم من الايام.
وسأبدأ برمز الضيافة وهي القهوة التي لها مميزات خاصة فهي حين تحمص يحاول صانعها ألا يلمسها نهائيا فهي تستطيع امتصاص أي رائحة حتى رائحة الانسان إن لم يكن على طهارة لذلك يطلق عليها ميزة «نزره» وفي حال تقديمها للضيوف وأكتشف أنه قد خالطها شيء شاذ عن مكوناتها الطبيعية فإنهم يقولون لمن قام بإعدادها «قهوتك صايدة».
ومن أشهر القصص المؤكدة التي تروى عن القهوة قصة رجل رفض شرب فنجان أحد الشخصيات المهمة وحين استفسر منه عن السبب تمنع الضيف عن ابداء السبب وهذا الأمر يعتبر معيبا وقد يصل للقتل إن لم يذكر سبب الامتناع.
حينها أضطر الضيف أن يقول إن القهوة صايدة وعندما فتشوا في الدلة وجدوا حشرة صغيرة وقد أكرم ابن رشيد ضيفه وأمر بأن يرسل له سنويا كل ما يحتاجه من مؤن لبيت الضيف ويقال إن تلك الحكاية كانت تروى في أحد المجالس وكان بينهم شخص يريد أن يبين أنه يعرف طعم القهوة فوضع «طاقيته» في الدلة وحين قدمت له القهوة قال «قهوتكم صايدة» وحين سألوه ماذا بها قال لهم «بيها طعم طاقية» لذلك فإنني أنصح كل من يدعو لتناول قهوته بأن ينتبه لها حتى لا يقال له قهوتك صايدة بسبب رائحته التي التصقت بالقهوة.
أدام الله دواوينكم عامرة وقهوتكم خالية من الروائح ولا دام من نسى العادات والتقاليد…