هي قاعدة في صرة من حرير، فك الصرة وأمعن النظر في سطور القاعدة؛ “إذا كان كلُّ مَن في البلد، أيّ بلد، يُقر بفساد مؤسساته، فكلُّ مَن تحاربه السلطة شريف، وكلُّ مَن تدافع عنه وتقربه يحمل رتبة (معاون لص)”.
ومن العجب، أنك ستجد حماسة معاوني اللصوص، وأتباعهم، أكثر من حماسة اللصوص أنفسهم، في الهجوم على خصوم السلطة، ومحاولة تشويه صورهم، بالشائعات المحرمة والمباحة.
ومنذ فترة، راجت تجارة مربحة، تخجل أمامها البنوك ومناجم أميركا اللاتينية. تجارة برأسمال بسيط في الحسابات الاقتصادية، ولا يكلفك أكثر من نزع الذمة والضمير والصدق، وبعدها “افتح شليلك على مصراعيه، واجمع المحصول”.
عليك أن تصف كل الغاضبين، من فساد السلطة وتخلف البلد، بأنهم “غوغاء”. وبما أنك في الجهة المقابلة للغوغاء، فأنت بالتأكيد من “النخبة”. ثم ابحث عن هفوة هنا، وعطسة نملة هناك، وإن وجدتها، فاملأ الدنيا ضجيجاً وصخباً، وأشر بسبابتك وأنت تصرخ: “شفتوا؟ شفتوا؟ هذا هو سبب عدم معارضتنا المؤسسات الفاسدة، لأن هذا وأمثاله يعارضونها”.
صدقني، لن تجد أحداً يمتدح السلطة، أو يثني عليها، فالفساد لوّث الصدور قبل الجو، وأُصيب الناس بسببه بالربو. فإياك أن تتهور وتدافع عنها. احذر. احذر.
إليك خطة رخيصة ومربحة؛ قل إنك بالطبع تتمنى أن تصل الكويت إلى أعلى المراتب، وترفض كل مظاهر الفساد، لكنك، في الوقت نفسه، ترفض طريقة المعارضة في تشويه صور المسؤولين، الذين هم في حقيقتهم آباء وأزواج، لهم سمعتهم التي يخشون عليها. ثم ذكّر الناس بأن أوروبا، وهي أوروبا، لا تخلو كلياً من الفساد.
اكتب هذا واسكت بعدها. لا تجادل الآخرين، فحجتك أخف من ريشة نعامة، وستطير مع أول “هووف”… اكتب، ثم غادر مسرح الجريمة بسرعة، وانتظر الأرباح والفوائد.
ولا مانع من ارتداء قميص المعارضة، لزوم التمويه… وهذه خطة سهلة أيضاً؛ امتدح مسلم البراك وأحمد السعدون، ثم اقصف بقية المعارضة بالمنجنيق وكرات النار. وصرح وأنت تمسح دموع القهر: “لولا المحيطون بمسلم البراك لكنا فعلنا كذا وكذا”، “ويا مسلم البراك عليك أن تتخلص من كل هؤلاء وتخرج وحيداً في الشارع”. وهكذا.
أما إذا كنت تمني نفسك بمنصب كبير، كحقيبة وزارية مثلاً، أو كنت تطمع في الحصول على مناقصة “محرزة”، فليس أمامك إلا أن تهاجم مسلم البراك، بصورة مباشرة، بكرة وعشية، وهذا أمر مكلف قليلاً، شعبياً، لكن أرباحه خيالية.
اختر ما شئت منها، بعد أن تركل ضميرك برجلك اليسرى، لتبعده عنك هناك. وتمتع بالرقص على جراح الكويت، وأنت تضع العَلَم على كتفيك، لفرط وطنيتك.