الحوار المتداول بين أروقة الشركات النفطية حول تدوير القيادات النفطية وإرغام البعض على التقاعد بعد مضي أكثر من 35 سنة على العمل بغرض إعطاء الفرصة للقيادات الشابة وتجديد الدماء في الإدارة النفطية.
ولعل من الأجدى أن تكون مؤسسة البترول، بصفتها الأم الراعية للشركات النفطية خصوصا أنها تكتسب صفة «العالمية» مثل غيرها من المؤسسات النفطية مثل «أرامكو» و«ادنوك» و«القطرية للبترول» وغيرها… أن تتبنى مشروع «إعداد القيادات البديلة» وتطبيق «سياسة الإحلال» لكل مدير في الشركات النفطية.. وتلك السياسات والبرامج ليس من السهل تطبيقها إذا لم يكن هناك إعداد مسبق وخطة إدارية واسعة تشمل جميع القيادات بدءا من الرؤساء الى ان تصل الى مسؤولي فرق العمل، وبالتأكيد أنه لا يخفى أبدا عن المسؤولين في القطاع النفطي تلك البرامج التي تبدأ من اختبار القيادات من ناحية الكفاءة الإدارية والمهارات المكتسبة والقدرة على القيادة والتعامل مع المرؤوسين لتحقيق الأهداف. ويشمل ذلك أيضا وجهات النظر وآراء الآخرين الذين يعملون مع القيادي ذاته سواء مرؤوسون أو من دوائر أخرى.
ومن الجدير بالذكر أن المؤسسة سابقا قامت بتطبيق بعض هذه البرامج إلا انه لم يتم الاستمرار فيها ولا الأخذ بنتائجها لأنها بدأت تأخذ منحى سياسيا غير مرحب به في بعض الحالات!
ولكن إذا أردنا النجاح في تطبيق تدوير القيادات الإدارية في القطاع، يمكننا بطريقة فنية الاستفادة من تلك الخبرات والاستعانة بها بعد تقاعدها في تدريب الشباب الكويتي الملتحق حديثا بالقطاع النفطي وشركاته سواء بالتوجيه أو الإشراف وكذلك الاستعانة بتلك الخبرات كل في مجاله في توجيه المقاولين الذين يعملون مع الشركات النفطية وتثقيفهم نحو طبيعة العمل وكيفية التعامل مع المديرين والعاملين في القطاع.
الأولى والأجدر هو الاستثمار في الشباب الكويتي والاستفادة منهم الى ما بعد مرحلة ترك العمل اليومي وعدم هدر تلك الخبرات التي أنفقت عليها المؤسسة الأموال الطائلة في التدريب والتأهيل طوال فترة عملها في القطاع.
نسأل الله تعالى التوفيق للجميع ومبروك للكويت أعيادها.