الماسونية تنظيم عالمي تجمع أفراده أفكار وعقائد اجتماعية ودينية متقاربة، ويسود الغموض الشديد طقوسه وطرق عمله. وبسبب سرية التنظيم وما يشاع عن ميوله العلمانية، ومحاربته للأديان، فقد حظرت عدة دول أنشطته. وبالرغم من الكثير الذي يجمع الماسونية بالإخوان المسلمين، فان الماسونية لا تؤمن بالعنف ولا تسعى للحكم، وليس لهم دور في الدفاع عن أعضائهم علنا، فما نراه على الساحة المحلية أنه مهما بلغت دناءة أو حرمنة ووصولية الكثير من أعضاء تنظيم الإخوان الدولي، فانهم عادة لا يسكتون عن أي نقد يوجه لهم، لأن لحوم أكتافهم هي من خير انتماءاتهم لهذا التنظيم، وهو الانتماء الذي حقق لهم الثراء وجلب لهم العقود والصفقات الحكومية، وأوصلهم للكرسي النيابي. كما أن تصديهم لأي محاولة هجوم عليهم نابع من شعورهم بأن أي ضعف يعتري الجماعة في الكويت أو خارجها، سيؤثر حتما على مصالحهم وعقودهم التجارية والهندسية وصفقاتهم مع الوزارات الأمنية وغيرها!
إن تنظيم الإخوان المسلمين يمثل خطرا حقيقيا، وتصريح الرئيس السيسي الذي قال فيه، (القبس 1/2)، ان مصر تواجه «أخطر تنظيم سري في العالم»، لم يأت من فراغ، فهو يعلم جيدا، كونه رجل مخابرات سابقا، أن هذا التنظيم، يعمل منذ عقود طويلة على التغلغل في المفاصل الأمنية والاقتصادية والدينية لاي دولة يتواجد فيها، ويتكتم على أنشطته وثروات أعضائه الخيالية وخلاياه العسكرية، وأسلحته ومعسكرات تدريبه، انتظارا ليوم انقلابهم على الحكم. وبالتالي لم يكن مستغربا تصنيفهم كتنظيم إرهابي.
ولكي يعرف المراقب المحايد حقيقة هذا التنظيم الشيطاني ما عليه غير الرجوع لكتابات ومقابلات ومقالات من انشقوا عنه، يوم كانوا من عظام رقبته، ومن هؤلاء الأكاديمي والسياسي الكبير عبدالعزيز كامل، عضو التنظيم الخاص بالإخوان، ووزير الأوقاف الأسبق، والذي كان يسميه حسن البنا: ابن دعوة الإخوان البكر، والذي أصبح عضوا في التنظيم في أواخر أربعينات القرن الماضي، والذي قام في مذكراته «في نهر الحياة» بفضح عمل التنظيم وأساليبه الشريرة ودمويته. وكشف فيها دكتاتورية حسن البنا، ورفضه للشورى، وتشبه «النظام الخاص» في عمله بالماسونية، باتباعه طقوس عضوية غريبة، وفي الظلام. وكشف سذاجة الجماعة، وكثرة أخطائهم، واعتقادهم أن الله سيغفرها لهم. كما فضح علاقة الإخوان بالمتطرف الباكستاني أبو على المودودي. وكشف عن صدمه سيد قطب من ضحالة فكر «قيادة» الإخوان، في إشارة لحسن البنا وكبار مساعديه. كما كشف تورط الإخوان في اغتيال القاضي الخازندار، وما اتسم به موقف البنا من تردد، بين ضعفه الداخلي.
ويمكننا إرسال ملخص لمذكرات عبدالعزيز كامل، بالإنترنت لمن يريد.
وهناك طبعا كتابات الأزهري والإخواني السابق مصطفى تليمه، والأكاديمي والإخواني السابق ثروت الخرباوي.