عندما تريد أن تلفت الأنظار إليك فما عليك سوى أن تهاجم الناس فيما يفعلون، تحت مبدأ النقد حتى لو تجاوز النقد الى التجريح والسب والطعن، وعندما تريد أن تكون بطلا في عيون بعض البسطاء، وما أكثرهم، فما عليك أيضا سوى أن تبحث عن أي خطأ حكومي وترفع نبرة صوتك نوعا ما وتهاجمها لتصبح أنت البطل.
هناك من يبرر البحث عن الأخطاء بحجة الإصلاح فتجده يتكلم في وسائل الاعلام وهو يحمل المبدأ نفسه في الفقرة السابقة ولو تتبعت مسيرته لوجدت أنه صمت عن كثير من الأمور التي مرت في حياته ولم ينتقدها لأنه يتمنى من الناس نسيانها، وتصديقه بأنه حامل لواء محاربة الفاسدين.
نقد الآخرين، سواء كانوا أفراد أو مجتمعات أو حكومة، ليس حصرا على أحد لكنه يشملنا جميعا، فليس هناك من لم ينقد الآخرين بل قد نكون تجنينا عليهم وظلمناهم ونسينا أخطاءنا التي نرتكبها كل يوم في حق الناس وحق بلدنا ومجتمعنا من خلال كسر القوانين وتجاوزها.
وسأبدأ بنفسي وأعترف وأعتذر عن خطأ مروري ارتكبته يوم الأحد الماضي أسفل جسر حولي وفي تمام الساعة 7 و42 دقيقة مساء حين تسببت في زحمة مرورية بسبب وقوفي بخط ثالث وأعتذر للجميع وأتعهد بإذن الله ألا أكرر مثل هذا الفعل مرة أخرى.
لا أطلب أن تفضحوا أنفسكم وتعترفوا بما فعلتموه، بل أتمنى أن نتذكر حين ننتقد أي شخص أو مسؤول مقولة السيد المسيح عليه السلام «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر» فلنعمل على أن نطبق تلك المقولة وننتقد أنفسنا قبل نقد الآخرين وحينها سنكون قد ودعنا عقلية العالم الثالث التي ضيعتنا.
أدام الله من انتقد نفسه قبل نقد الآخرين، ولا دام من جعل أخطاء غيره قدوة له..