تشهد اليمن تحولات سريعة منذ اندلاع الثورة وخلع رئيس الجمهورية الأسبق علي عبدالله صالح وحتى الإنقلاب على الرئيس عبد ربه هادي منصور، وفي خضم ذلك دعونا نسلط الضوء على الواقع الاجتماعي المؤلم هناك.
تعتبر اليمن من أفقر دول المنطقة العربية حيث تتفشى بها ظاهرة الفقر بشكل كبير للغاية إذ قدرت الإحصاءات الرسمية بلوغه نسبة 34 بالمئة في العام 2012، بينما قدر البنك الدولي نسبته بـ 52 بالمئة، فيما قالت وزارة التخطيط اليمنية بأن نسبة الفقر قد وصلت إلى 70 بالمئة في العام .. وجميعها مؤشرات تدل على الظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها الأسر اليمنية إذ يعاني 43 بالمئة من السكان انعدام الأمن الغذائي ولا يجدون ما يكفيهم من الغذاء ما اجر هؤلاء على اختيار آليات سلبية لمواجهة تلك الأزمة مثل تخفيض عدد الوجبات، وشراء الاغذية الأرخص والأقل تفضيلا، وعدم استهلاك اللحوم، وحتى اللجوء إلى الصيام وأشارت بعض البيانات إلى أن نصف سكان اليمن لا يحصلون على الغذاء الا بـ “الدين” مؤكدة ان هناك 13.1 مليون مواطن يمني في حاجة إلى مساعدات عاجلة.
معدلات البطالة في اليمن تعد هي الأعلى في المنطقة حيث كانت في عام 2010 بنحو 17 بالمئة بينما وصلت في أعقاب الربيع العربي وتحديدا في عام 2013 35 بالمئة ما اثر بطبيعة الحال على دخل الأسرة اليمنية بالسلب.
اليمن يعاني مشكلات اجتماعية كبيرة أبرزها مظاهر العصبية والقبلية، وهي مهددات حقيقية على أمن المجتمع وتماسكه.. ما يضعف دور الدولة والمجتمع المدني وهو أمر يحطم أي عملية ديمقراطية ويضعف مستوى العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص ويعزز اللامساواة، ويؤدي في النهاية إلى غياب المواطنة.
كما تتفشى في اليمن ظاهرة عمالة الأطفال واطفال الشوارع، حيث قدر عدد العمالة من الأطفال بنحو 1.6 مليون طفل، بينما يتجاوز عدد اطفال الشوارع المليون طفل.. كما يبلغ عدد المتسولين في اليمن نحو 1.5 مليون متسول. ونتيجة لتلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها اليمن نجد ان معدلات الطلاق قد وصلت الي نحو 19 بالمئة من الزيجات في عام 2013. وكذلك ارتفاع معدلات العنف الاسري.
هذا هو اليمن الذي كان يسمى في السابق “اليمن السعيد”.. يعيش واقع اجتماعي مؤلم المشكلات والمخاطر أبرز سماته، وبكل أسف رجال الدولة لا يشغلهم الا محاولات السيطرة والتناحر السياسي، والمواطن والاسر تغرق وتجوع وتموت. أعان الله أهل اليمن وفرج كربتهم.