ارتدت الاعلامية كوثر البشراوي الحجاب قبل سنوات، كغيرها ممن عملن في مجال الفن والإعلام. وفي لقاء لها قبل فترة ذكرت أن التصاقها بالإخوان وعملها معهم ضيع الكثير من سني حياتها في خدمتهم، وانها اكتشفت أن هؤلاء، مثلهم مثل غيرهم، سياسيون وصوليون وماكرون ويعملون لتحقيق مصالحهم الشخصية.
وأنهم يرحبون بالكل طالما هم في المعارضة، وهذه، برأيها، ليست من صفات المتدين! وتتساءل عن سبب تقلبهم، ولماذا يتبعون النصب والاحتيال، ولماذا لا شريك لهم في الحكم؟ وأنهت المقابلة باكية على سنوات عمرها التي أضاعتها في خدمتهم، ولم تحصل على شيء! طبعا الخطأ هنا ليس خطأ الإخوان، الذين لم يخفوا يوما وصوليتهم ومصالح تنظيمهم العالمي واستثماراته، بل الخطأ على أولئك السذج الذين يعتقدون بوجود سياسي متدين وآخر عكسه. أو ان هناك اخلاقا في السياسة، وإن تغلفت بالدين. فالخميني، بكل ما مثله من تدين وكراهية للصهيونية ولإسرائيل لم يتردد في عقد صفقة أسلحة معها لدعم وضعه ضد صدام! وبالتالي البشراوي ليست الأولى ولا الأخيرة التي تكشفت لها حقيقة الإخوان، الذين انتفخت ارصدتهم وارصدة مكاتبهم التجارية والهندسية والقانونية بفضل انتمائهم، وحلمهم في الوصول الى الحكم، وإعادة الخلافة الإسلامية، وهم يعرفون وقتها أن لا أحد سيجرؤ على الاقتراب منهم. وقد يكون الملك المصري فؤاد أول من أبدى رغبته في أن يكون خليفة للمسلمين، وكان ذلك بعد انهيار الخلافة في تركيا عام 1922، ولكنه فشل في مسعاه، وكان على الإنكليز البحث عن شخصية أخرى لذلك المنصب، لوقف التمدد الشيوعي والاشتراكي في مصر وغيرها، وكانت البداية عندما سهل الإنكليزي لحسن البنا ازاحة أحمد السكري من التنظيم لتتم مبايعته مرشدا عام 1928. وشهد كل من انشق عن الإخوان بعلاقة التنظيم بالسفارة البريطانية والقصر، وبعدها بشخصيات يهودية عالمية، وخاصة في سويسرا. وكانت لسعيد رمضان، زوج ابنة البنا، علاقات وثيقة بهم وبالمخابرات البريطانية أثناء وبعد النكبة في فلسطين. ويمكن الحصول على معلومات اكثر عنه من سجلات المخابرات الغربية التي يفرج عنها بين الفترة والأخرى.
ويجزم كثير من المراقبين السياسيين أن جماعة الاخوان هم صنيعة الامبريالية والصهيونية العالمية، واستخدموا بكثافة في الربيع العربي، ومعروف أيضا دور جعفر النميري، الإخواني، في تسهيله ترحيل الفلاشا لإسرائيل. واليوم، كما تردد، لا تزال ترقد إحدى بنات إسماعيل هنية، وهي واحدة من 12 ابنا وابنة، زعيم «حماس» في غزة، في مستشفى إسرائيلي للعلاج، بعد أن اصيبت في الحرب الأخيرة على غزة! أمر محير حقا هذا التعامل الإسرائيلي «الإنساني» مع هنية!