الدكتور فواز الجدعي أحد الناشطين في الحركة السياسية الكويتية، وعضو المكتب القانوني لـ"حشد"، لخص لنا الحالة وشرح لنا أسباب التراجع في الحراك الشعبي على الأقل من خلال مجموعة تغريدات قام بنشرها أمس الأول.
فالدكتور الجدعي وجه سهام نقده للشيخ مشاري العفاسي في معرض تعليقه على صورة يجلس فيها العفاسي مع شخص لا أعرفه يدعى وسيم يوسف، له رأي فيما يتعلق بتبرعات الجمعيات الخيرية التابعة للإخوان في الكويت، معلقاً على أنه لا يوجد إنسان محترم يقبل الجلوس مع وسيم يوسف.
طبعا لا يعنيني ما قاله وسيم ولست بصدد الدفاع عن العفاسي فهو قادر على ذلك، ولكن جلّ المسألة هو النموذج الذي لخصه فواز في تعليقاته، وإن كنت أعتقد وأتمنى ألا يكون اعتقادي في محله بأن نقد فواز للعفاسي لم يكن من منطلق جلوسه مع وسيم، بل لأن العفاسي له موقف سياسي (نوعا ما) مخالف لما يتبناه الدكتور الجدعي.
هكذا يريد البعض أن تدار الأمور، فهم يحددون مع من نجلس، وأي رأي نتبنى، وكيف نعارض، وبأي أسلوب نؤيد، فإن رفضنا تلك القيود، وهي أكبر بالمناسبة من قيود كل الحكومات المتعاقبة على دولة الكويت منذ الاستقلال، أقول وإن رفضنا تلك القيود فإننا نضاف فورا إلى دائرة الخونة أو المتخاذلين أو غير المحترمين على أقل تقدير، كما وصف الأمر الدكتور فواز!!
من أعطاهم تلك الصلاحية؟ ومن فوضهم ليحددوا الصواب من الخطأ سوى عالم افتراضي وهمي يمكّن المتعلم والسفيه والعاقل والأحمق من أن يكونوا جزءا منه، فلا يهمّ من هم من يتابعونك أو من يعيدون نشر ما تكتب طالما المسألة مرتبطة بالعدد فقط دون الجودة، فبإمكان 1000 أحمق أن يعيدوا نشر ما كتبت ليغدو بعدها ما كتبت وإن كان تافهاً ذا تأثير وأهمية في ذلك العالم الافتراضي، بل قد يتلقفه الكثيرون ليصبح وكأنه حقيقة دامغة رغم سخفه.
تلك هي المسألة باختصار، والشواهد كثيرة على ما أقول، فيكفي أن يكرر البعض كذبة ما فتتحول إلى حقيقة لمجرد أن البعض أعاد نشرها، فوصلت إلى كثير من الناس، ويكفي أن يكتب شخص له عدد كبير من المتابعين أمراً ما كالذي حدث مع الدكتور الجدعي ليصبح الجلوس مع من يحددهم فواز أو غيره وكأنه إهانة أو خيانة عظمى.
لقد أساءت الدولة طوال العقود الماضية التصرف فيما يتعلق بالتعليم والأخلاقيات، فكانت النتيجة الحتمية مجتمعاً ينجرف وراء أي أمر، منطقياً كان أم غير منطقي، واليوم يسعى هذا المجتمع إلى فرض ما تعلمه من تخلف على البقية الرافضة لهذا النمط، فإن رضخت وقبلت بأسلوب فواز وغيره فأهلا وسهلا، وإن رفضت فستدخل دائرة الخونة والمتخاذلين حتما.
خارج نطاق التغطية:
الكويت على موعد مع رقم قياسي جديد، فمع استقرار دول الخليج على إقامة كأس الخليج المقبلة في الكويت فإن ذلك يعني أننا سنكون البلد الوحيد الذي يكون الاستاد المستضيف للبطولة في 2016 هو نفس الاستاد الذي استضاف البطولة في 1974.