جرائم الغرب بحق المسلمين سلسلة طويلة لا حصر لها ولم تتوقف، شملت التآمر والتقسيم وتدنيس المقدسات وجرائم ابادة جماعية وحرق وتشريد واغتصاب ونهب للثروات، بل تعدت ذلك لتتخذ أشكالا استفزازية حينما تسيء للمقدسات والمعتقد والقيم والارث الديني، مثل التعمد المتوالي للإساءة لرسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، بإسفاف ساقط ورسومات كاريكاتيرية هازئة ولقطات هابطة، فإن ذلك يكشف قمة جهل الغرب ومثقفيه من جهة، ويفضح حقيقة حقدهم الدفين وأنهم لا يضمرون للمسلمين الخير من جهة أخرى، ولا ينبغي أن ندس رؤوسنا في التراب أمام وقاحات من يقود أو يتصدر هذه الحملة في الغرب ضد الإسلام ومعتقداته ومقدساته وضد المسلمين.
نحن من يعلم الغرب دروسا في أخلاق التعايش والتسامح الديني، الذي هو جزء من ركائز ديننا الإسلامي، إلا أننا لا نقبل أن نتظاهر بمنهج وسلوك التسامح في الوقت الذي هم يتعمدون أن يسومونا سوء العذاب بتلك الإساءات الخبيثة، بمشاركة وتحريض من بعض زعمائهم، بل علينا أن نوصل رفضنا واحتجاجنا، بل وإجراءاتنا ضدهم إلى أقصى درجاتها، ليدركوا أنهم يرتكبون خطيئة لن يتولد عنها إلا مزيد التنافر والعنف وعدم التسامح، ولكنهم قوم لا يفقهون رغم إدعائهم الحضارة والتعايش والمدنية، لكنهم لا يترددون في الإساءة لديننا ورسولنا الأعظم، لأنهم استخدموا تقدمهم وقوتهم المادية والإعلامية في ملاحقة المسلمين بشعارات كاذبة تلصق بالمسلمين وصف «التطرف» و«العنف» و«الإرهاب»، وهم من يرعى ذلك ويحميه ويوفر أجواءه وهم جزء منه، فهم قمة التطرف والارهاب، ولكن بين ظهرانينا من يدافع عنهم بحق وبغير حق، فتباً لهؤلاء، وليتم تأديب «شارلي ايبدو» وغيرها حال عودتهم للاساءة للرسول الأعظم، وليعلم الغرب أن هذه جريمة سنلاحقهم عليها عاجلا أو آجلا في كل المحافل.
***
.. وأضحوكة المقاومة اللبنانية
وسقط قناع المقاومة وانكشف الوجه القبيح للحقد الطائفي الدفين الذي يملأ نفس زعيم «حزب الله اللبناني»، فمنذ اندلاع الثورة السورية في مواجهة نظام الطغيان والاستبداد الأسدي تجلت صورة الاصطفاف الطائفي، الذي تقوده إيران في المنطقة بعيدا عن العقلانية والمنطق وحسن الجوار، وقد تزايدت تدخلاتها وأفعالها الاستفزازية في دول الخليج العربية بفترات وأشكال متفاوتة، ثم تمددت وطغت في العراق وبعدها بدأت تمارس دورا سافرا قبيحا طائفيا في سوريا، وكان في معيتها وتحت رعايتها الدائمة «حزب الشيطان»،، وها هو يطل برأسه الشيطاني في دول الخليج مرة أخرى، وتحديدا في تدخل وقح في البحرين، وجاء موقف مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية حاسما في تصديهما له ووقفه عند حده بعد أن تمادى في تدخلاته، وليتم إسقاط قناع من يخفي وجهه القبيح وراء بريق وجه المقاومة، بعد أن أصبح اليوم حليفا للعدو.