لعل أعظم إنجاز في عصرنا الحالي هو «خصخصة» مجلس الأمة بالكامل، لذا لم يكن مستغربا ان يتصرف الأعضاء تحت قبة عبدالله السالم وكأنهم موظفون في شركة ذات مسؤولية محدودة، لا يخرجون عن التوجيهات، ولا يجرؤون على اعطاء ظهورهم، أو استخدام أدواتهم الدستورية الا بعد الرجوع.. للادارة!.
واذا كان المجلس الحالي يفاخر في كل مناسبة ومناحة بأنه «دجّن» أداة الاستجواب الدستورية، وقنن استخدامها بعيدا عن التعسف ومنعا لانتهاك الدستور باسم الدستور، فان متابعتنا لأداء الأعضاء قادتنا لقناعة، لا يخالجها شك، بأن المجلس الحالي بات «أليفا لا يخربش».
ففيما تحقق ثاني أعظم إنجاز في عهد سمو الشيخ جابر المبارك، وهو افتتاح «بنشر جمعية الصليبيخات»..وذلك بعد الإنجاز الأول الشهير في افتتاح «لفة» الدائري السابع، والتي حضر افتتاحها معالي وزير الأشغال عبدالعزيز الابراهيم ومعه «لفيف» من قيادات الوزارة، «والتفوا» على مجموعة بالونات أطلقوها في الهواء (اللفة أُغلقت بعد شهر من الافتتاح، لأنها تسببت في كثير من الحوادث..لكن مو هذا موضوعنا).
نعود للإنجازات الحكومية غير المسبوقة، والتي أحرجت مجلس الأمة، فوجد نفسه بحاجة لأن يواكبها بإنجازات تماثلها (خصوصا ان مجلس الأمة الحالي يملك محرك «فيراري» بينما تملك الحكومة محرك «فولكس»..أو كما ذكر سيدنا يوسف الزلزلة).
لذا بدأت إنجازات المجلس تتوالى، حتى كتب «الكونغرس» الأمريكي تقريرا خاصا بهذه المناسبة جاء فيه إن «مجلس الأمة الحالي بدأ فترة من التشريع المتجدد حول قضايا طال انتظارها…وأنهى معظم التظاهرات العامة»!
ومن قبله كتب صندوق النقد الدولي إن مجلس الأمة الحالي «ماحصلش»، حيث فاق في تشريعاته جميع المجالس السابقة.. واللاحقة!
٭٭٭
توالت إنجازات مجلس الأمة، وصار صعبا حتى على سماحة رئيس المجلس ان يعددها لكثرتها، أو كما قال المثل: «تكاثرت الظّباءُ على خِرَاشٍ فما يدري خِراشٌ ما يصيدُ».
فقد صرح عبدالله التميمي بأنه يفكر بتوجيه سؤال برلماني لوزيرة التنمية هند الصبيح، يكون نصه: «بذمتك يا أم أحمد.. الآش ينوكل مع الخبز اللبناني؟».
وفيما اشتعلت الأسعار.. وشربت مروقها، وقف النائب أحمد لاري بعدها بأسبوع، وأطلق تصريحا ناريا زلزل فيه عروش غرفة التجارة، وجعلها ترتجف خوفا وفرقا، حيث حذر (حفظه الله) بأنه «قد يتقدم بطلب تخصيص ساعتين بالجلسة المقبلة لمناقشة سياسة الحكومة حول رفع الدعم عن الديزل والكيروسين».
وبينما وضع كل نائب بسطته أمامه وجلس «يدلل» على بضاعته.. «والزين عنده والشين حواليه»، وقف السيد عدنان عبدالصمد، وسل سيفه وأماط اللثام عن وجهه، ثم طل في وجه رئيس الوزراء، وبادره (أي باغته) بتصريح مفاجئ قال فيه: «نفكر في لجنة الميزانيات ان نخصص جلسة خاصة لمناقشة تدني إنجاز المشاريع في الجهات الحكومية»!.
.. والحمدلله، دي بشرة خير، أننا وصلنا مرحلة..التفكير!
٭٭٭
النائب السابق حسن جوهر، شخص هادئ بطبيعته، يبتعد قدر الامكان عن استخدام عبارات عنيفة في التعبير عن رأيه فيما يجري بالساحة السياسية.لكن ما رآه من أداء المجلس الحالي جعله يقول: «مجلس مثل هذا ما يشرفني ان أكون عضوا فيه».
فمن تصريح بأن الخمرة من عاداتنا وتقاليدنا (وزين ما كملها بو براك بأن أكبرها واسمنها من سادات قريش كانوا «يلكونها» في النايت كلوب اللي جنب اللات والعزى)، الى تغريدات خجولة للنائب راكان النصف عن «التعسف» الذي أصاب النائب السابق صالح الملا.ويبدو ان راكان كان متوهق، فان هو صرح علنا برأيه فقد ظهر وكأنه متضامن مع الملا، وان سكت فقد خذل ناخبيه..فاختار أفضل الحلول الوسط، وهو ان يغرد كم تغريدة، أملا في ان تصل الى ناخبيه، ولا تجد طريقها الى الجهات العليا! ولم يبق الا ان يدعو مجلس الأمة الكويتي الى تخصيص جلسة طارئة مدتها ساعتين لمناقشة أسباب الارتفاع الفاحش في أسعار «النبيذ الأحمر» المهرب الى الكويت عن نظيره في السعودية، حيث وصل عندنا سعره الى 120 ديناراً، بينما هو عندهم بـ 35 ديناراً (والعهدة على بو براك).
أما بالنسبة لتغريدات راكان النصف، فهناك مثل أمريكي يقول «حط فلوسك وين ما تحط حلجك»..ونحن نقول لراكان «حط أدواتك الدستورية وين ما تحط حلجك»!
٭٭٭
سمردحة: أبوه رئيس «الغرفة»، وخاله رئيس «المناقصات».. وتبونه يوقف بصف المواطن ضد جماعته؟.