يوجد في العالم اليوم سبعة آلاف لغة حية تقريبا، وليس من المتوقع غياب أي منها، بعد أن استقرت ادوات الحفظ والكتابة والطباعة، بحيث أصبح من الصعب اختفاء لغة ما، خاصة بعد أن دونت الكتب والقواميس والمناهج الدراسية والقوانين بها. وعلى الرغم من ثراء اللغة الإنكليزية الظاهر، إن بعدد كلماتها أو تعابيرها، إلا أن من الصعب إيجاد أداة قياس متفق عليها يمكن استخدامها لمعرفة عدد كلمات أي لغة مقارنة بغيرها، فكلمة «كتب» العربية مثلا، أو spring الإنكليزية يمكن ان يكون لها أكثر من معنى، فهل ستدون في القاموس ككلمة أم كعدة كلمات؟ وبالتالي سيبقى السؤال عن أي اللغات أكثر أو أغنى بعدد كلماتها من دون جواب. من جهة أخرى تعتبر لغة المندرين في الصين أكثر لغة يتحدث بها أصحابها الأصليون، وهذا لا يسري على الإنكليزية، الأكثر انتشارا في العالم منها، ولكن كلغة ثانية، فأعداد المتحدثين باللغة الإنكليزية كلغة أُم قلة، مقارنة بالمندرين. كما توجد في غالبية دول العالم أكثر من لغة رسمية، وتعتبر جمهورية بابوا نيوغينيز الاستوائية الأكثر غنى بعدد لغاتها، حيث يوجد فيها 820 لغة حية. ويعتقد ان الإنسان عرف اللغة قبل مئة الف عام فقط، وأن اقدم اللغات المدونة هي السومرية والهيروغليفية. اما اقدم لغة مكتوبة ولا تزال قيد الاستخدام، فهي المندرين الصينية. وفي الوقت الذي يمكن أن نقول، وإن بتحفظ شديد، إن كلمات اللغة الإنكليزية تبلغ 250 ألف كلمة، فإن عدد كلمات لغة شعب سورينام، في أميركا الجنوبية، لا يزيد على 340 كلمة. أما اغنى لغة بعدد الحروف، فهي لغة خامر الكمبودية، التي تحتوي على 74 حرفا، مقارنة بالعربية بحروفها الـ28. وهناك لغات حية لا تزيد حروفها على 12، وهي بالتالي محدودة بعدد نغمات أو اصوات كلماتها، بسبب تكرار استخدام الأحرف نفسها في الجملة الواحدة. كما تعتبر لغة بوتسوانا الأفريقية الأكثر غنى بعدد الأصوات فيها. أما في مجال الترجمة، فإن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، هو النص الذي ترجم لاكبر عدد من اللغات، ومع هذا لا تعترف جميع الدول العربية والإسلامية بكثير من المواد الحيوية في هذه الوثيقة العالمية المهمة، والأسباب معروفة، وبعدها نتساءل عن سبب كوننا المصدر الأكبر للإرهاب في العالم! ومعروف أن تعلم أكثر من لغة له مهارات خاصة لدى الفرد، ولكننا غالبا ما يمكننا اكتساب هذه المهارات بالمثابرة والتدريب، ومخالطة من يتحدثون باللغة التي نود تعلمها. وأثبتت الابحاث الطبية ان الطفل الذي يتحدث بأكثر من لغة يكبر، وهو أكثر ثقة بالنفس، وبمقدوره التحول من أداء عمل ما لآخر بسهولة ويسر، مقارنة بالطفل الذي لا يتحدث إلا بلغة واحدة. كما أن تعلم لغات عدة يؤخر من إصابة الإنسان بالخرف أو النسيان. أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com