ربما لا تعرف الغالبية أين تقع جمهورية جيبوتي، أو أنها عضو في جامعة الدول العربية، وسبب ذلك يعود ربما إلى احترام تلك الدولة لنفسها وتجنبها الصراعات العربية. تقع جيبوتي في القرن الأفريقي، وتحيط بها الصومال وارتيريا وأثيوبيا، وتطل شرقا على البحر الأحمر وعدن. مساحة جيبوتي صغيرة وسكانها بالكاد يبلغون المليون، وهي فقيرة بمواردها، ودخل %20 من سكانها لا يزيد على 125 دولاراً سنوياً، وليس في ذلك ما يعيب. على الرغم من أفريقية جيبوتي وعلاقاتها التاريخية القديمة بمصر، التي منها أخذت جارتها الحبشة ديانتها القبطية، فإن شعبها انصهر أكثر مع عرب اليمن وحضرموت وعمان، وهم في غالبيتهم العظمى من المسلمين. تغيرت أحوال جيبوتي مع افتتاح قناة السويس عام 1869، وبعد أن أصبحت المنطقة مجال صراع القوى الاستعمارية التي قامت باقتسام مستعمرات مصر الأفريقية بينها، فكانت جيبوتي من نصيب فرنسا، وهنا أصبحت تعرف باسم الصومال الفرنسي منذ 1896. وبقي هذا الاسم متداولاً حتى 1967 عندما أطلقت الإدارة الفرنسية عليه اسم «الإقليم الفرنسي للعفر والعيسى». بدأ كفاح الشعب الجيبوتي لنيل الاستقلال يتخذ شكلاً منظماً بدءاً من عام 1945 مع انتخاب «محمود حربي» رئيساً لفرع حزب وحدة الشباب الصومالي في جيبوتي، وتوج كفاحها بالاستقلال في يونيو 1977. وعلى الرغم من عضوية جيبوتي في الجامعة، وكون لغتها الرسمية هي العربية، فإن الواقع يقول إن اللغة الرسمية الأخرى (الفرنسية) أكثر شيوعاً. كما تنتشر فيها الصومالية، وقلة فقط تتحدث العربية بطلاقة وتستخدمها بصورة مكثفة. تمتلك جيبوتي موارد طبيعية قليلة، بخلاف الملح، وأراضيها في الغالب قاحلة، ولكن موقعها مميز، وفيها عدة قواعد غربية. وعلى الرغم من أن شعب جيبوتي يتمتع بنسبة تعليم أعلى من الشعوب المحيطة به، إلا أن عمالتها تفتقر الى التدريب الجيد. ويمثل المسلمون ما نسبته %94 من شعبها، أما البقية فهم مسيحيون. وقد دخل الإسلام جيبوتي في العهود المبكرة من الدعوة الإسلامية عن طريق التجار العرب ولا يزال الكثير من سكانها من أصل عربي خالص، ومن أشهر القبائل العربية فيها العفرية وقبيلة العيسى. مناسبة هذا المقال تعود إلى مقال سابق لنا (18/9) ذكرنا فيه، ساخرين، بأنه «.. هل كان من المتوقع أن تقود الصومال وجيبوتي الحملة العسكرية على «داعش»، وليس أميركا مثلا؟..»، وقد لفت الصديق سفير فلسطين نظرنا إلى أن تلك الملاحظة أثارت حفيظة سفير جيبوتي سعادة «محمد المؤمن»، الذي قام بالرد علينا بعدها في القبس، مستنكرا سخريتنا من بلاده. وبالتالي.. كان لزاما علينا أن نرد لنعتذر عما ورد في مقالنا، ونقول له صادقين إننا لم نقصد أبدا الإساءة إليه أو لشعبه. ونتمنى أن يقبل اعتذارنا وأن يوافق على منحنا «فيزا» لزيارة بلاده قريبا. • ملاحظة: يا «ملالا يوسف»: حصولك على جائزة «نوبل» للسلام لهذا العام لا يعني أنك فخر لأمتك، فقد رفضتك، ولا فخر لعقيدتك، فقد ظلمتك، ولا فخر لتقاليدك فقد نبذتك. بل نيلك لتلك الجائزة المرموقة فخر شخصي لك ولوالديك، لإصرارهما على تعليمك. أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com