لعالم الفيزياء الأميركي الشهير ستيفن واينبرغ Steven Weinberg الحائز جائزة نوبل (1979) مقولة شهيرة يقول فيها: بعقيدة دينية أو بغيرها، هناك في أي مجتمع بشر طيبون يقومون بأعمال طيبة، وبشر أشرار يقومون بأعمال شريرة، ولكن فقط باسم الدين يقوم البشر الطيبون بأعمال شريرة! الكويتيون، بشكل عام، شعب طيب، أو على الأقل هكذا كانوا لأجيال عدة، عشت جزءا منها شخصيا. وبالتالي يتوقع منهم أن يتصرفوا غالبا بشكل طيب! ولكن الكثيرين فقدوا مع الزمن «بوصلة الطيبة» وتحولوا، بسبب الصراع الديني في المنطقة، لمشاريع عصبيات صغيرة، بعد أن نخرت الطائفية في عقولهم، واصبحوا غير قادرين على تمييز الصالح من العاطل، وأصبح الذي يدغدغ غرائزهم الطائفية الظاهرة والمدفونة هو الذي يحظى بأصواتهم ويستحق أن يمثلهم في المجالس والقضايا العامة، حتى لو كان شخصا وصوليا فاسدا! هنا نجد أن هؤلاء البشر والمواطنين الطيبين يقومون بأفعال شريرة حقا باختيارهم للسيئين ليكونوا ممثلين عن الأمة ومشرعي قوانين البلاد، بحجة أن اختيار هؤلاء، مع كل سوء سيرتهم، مبرر دينيا، وهكذا رأينا كيف نجح المتخفون برداء التدين والطائفية، ومن اي جماعة كانت، بسهولة في كل انتخابات تقريبا، وهذه من مخاطر التعصب الديني، الذي عادة ما يقابله تعصب ديني مضاد، اشد واقسى من الفريق الآخر، ليرد عليهم الفريق الأول بتعصب أشد مرارة. لا شك أن هناك ما دفع هؤلاء «المواطنين الطيبين» لأن يفقدوا عقولهم، ويرتكبوا أخطاء مميتة باختيارهم لمن لا يستحق الثقة ليكون ناطقا باسمهم، فهناك الكثير من القواعد الإدارية الشفهية، والمواد الدراسية التي تفرق بين مواطن وآخر، وتعامل بعضهم بدرجة أدنى. فعندما تذكر بعض كتب المرحلة الثانوية مثلا ان من يزورون المقابر هم كفرة، فهذا تحريض على فئة محددة ودعوة لقتل افرادها، ولست شخصا منها. وبالتالي مطلوب من المشرع نزع فتيل الطائفية من خلال إصدار قوانين تجرم التفرقة العنصرية والطائفية بين المواطنين، كتابة وقولا وتصرفا، لكي نقطع الطريق على الأفاقين المتاجرين بالطائفية من الفوز باصوات من يعتقدون أنهم مغبونون وليسوا أهلا للثقة، وان انتماءهم لهذا الوطن مشكوك فيه. أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com