في مقال نشر مؤخرا ونال حظه من النقد السلبي، ذكر فيه كاتبه أن الإخوان المسلمين، وهو الحزب الذي ينتمي اليه كاتب المقال، حزب مسالم ولم يشارك في اية أعمال خطف وقتل وتفجير! وسنفترض هنا حسن نية الأخ أو جهله بتاريخ الإخوان الدموي منذ سنوات التأسيس الأولى، وبالتالي نحيله لكتاب «الشعراوي الذي نعرفه»، صفحة 69، والذي ورد فيه، على لسان الداعية الإخونجي محمد متولي الشعراوي من أن الإخوان أنشأوا عام 1936 ما عرف بـ«الجهاز السري» ليكون الذراع المسلحة للحزب في القضاء على المعادين للدين وبالتالي للتنظيم. وقال الشعراوي ان مؤسس حركة الإخوان حسن البنا كان شخصيا وراء اختيار عبدالرحمن السندي لتولي قيادة الجهاز. وقال انه حضر بنفسه واقعة شاهد فيها عبدالرحمن السندي، رجل التنظيم القوي، والذي كان يهابه الجميع حتى المرشد البنا، يختلف مع قائده البنا، وأن السندي دفع حسن البنا وكاد أن يسقطه أرضا. ومعروف أن الجهاز السري كان وراء اغتيال رئيس وزراء مصر النقراشي باشا، كما اغتال القاضي الخازندار عام 1948، وتفاصيل الحادثة موجودة على موقع الإخوان على الإنترنت، لمن يرغب في الاستزادة من جرائم هذا الحزب الخرب. كما تزخر مقالات وكتب الباحث، والإخواني المنشق، ثروت الخرباوي بتفاصيل كثيرة عن جرائم الإخوان. وفي شهادة للواء فؤاد علام، وكيل جهاز أمن الدولة المصري السابق، ذكر أن جهاز الإخوان السري كان موجودا في أحداث 25 يناير. وصرح وزير الشباب المصري الإخواني أسامة ياسين بأنه كان قائدا للفرقة 95 أثناء الثورة، وهي فرقة اغتيالات. ولكنه عاد واعتذر بأنها كانت زلة لسان، علما بأن تقرير لجنة تقصي الحقائق عن أحداث العنف التي وقعت أثناء ثورة 25 يناير أكدت وجود الفرقة، وأنها متورطة في أعمال عنف ضد الثوار أثناء الثورة المصرية، وخاصة ما عرف تاليا بـ«موقعة الجمل» الشهيرة. وقد اثار ذلك الشكوك لدى الكثيرين عن وجود تنظيمات مسلحة خاصة وميليشيات قتالية مدربة على أعلى مستوى لدى جماعة الإخوان المسلمين، تتم الاستعانة بها في بعض المواقف الصعبة، وهو ما يتماشى مع تصريحات قوى المعارضة في مصر، التي تتهم هذه الميليشيات، المنبثقة عن ذلك الجهاز السري لـ«الإخوان»، بأنها كانت وراء الأحداث الدامية التي وقعت أمام قصر الاتحادية الرئاسي ضد المعتصمين من معارضي الرئيس المخلوع مرسي. ويذكر أن الفرقة أسسها القيادي خيرت الشاطر لمواجهة أعداء الإخوان، وتم تدريب أعضائها عسكريا، وهذا يعيد للأذهان القضية التي اتهم فيها وأدين وسجن بسببها خيرت الشاطر، والمعروفة بميليشيات الأزهر. ويعتقد الصحافي المصري المرموق صلاح عيسى أن للإخوان جهازا خاصا معروفا منذ سنوات طويلة، وتحديدا من أربعينات القرن الماضي، وهو جهاز قوي جدا، وجيد التنظيم، ومدرب على أعمال عسكرية وصنع متفجرات ومراقبة وملاحقة الخصوم. ويمكن الاستطراد أكثر في الكتابة عن التاريخ الدموي للإخوان، لولا ضيق المكان، علما بأنهم الشجرة الفاسدة التي تفرعت منها كل حركات الإرهاب تاليا. أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com