في الوقت نفسه الذي انطلقت فيه طائرات التحالف لدك قواعد «الدولة الإسلامية»، انطلقت سيارة مندوبة وزيرة الشؤون حاملة كتابها لبلدية الكويت طالبة منح حزبي السلف والاخوان الدينيين مواقع دعوية بعدد محافظات الكويت الست! ولا أدري لماذا انضمت الكويت للحرب ضد «داعش»، ولو معنويا، ولم تقف في صفه، إذا كان هذا موقفها من الأحزاب المتشددة؟ أما في ما يتعلق بالحرب الحالية على «داعش»، فهي تشبه الإغارة على مناطق تواجد مفترسين للقضاء عليهم، وترك مفاقسهم كما هي! وبالتالي فإن عمليات التحالف ضد «داعش» لن تنجح إن اقتصرت الغارات على القواعد العسكرية، بل من الضروري أن تتجه الأنظار الآن وبعد انتهاء العمليات لداخل الدول الإسلامية المتخلفة للقضاء، بالقوة والحزم نفسهما، على المتخلف من مناهج مدارسها، وعلى الفكر المتطرف في مؤسساتها الدينية وعلى الغلو الديني في برامجها الإعلامية. كما من الضروري منع أنشطة الأحزاب الدينية والانفتاح والتوسع على الآخر، وتشجيع الأنشطة الأدبية والثقافية والفنية. وفي مقال لأحد «زعماء حزب الإخوان» في الكويت، قال فيه ان الإخوان لم يخطفوا طائرات ولم يفجّروا مقاهي، ولم يحاولوا اغتيال أمير، ولم يتم القبض عليهم بخلايا تجسسية، ولم ينحروا خصومهم، أو يستخدموا الأحزمة الناسفة أو يفجّروا سفارات وأبراجاً.. إلخ، فكل هذه الأعمال الإرهابية لم يقم بها الإخوان ومع هذا نعتوا بالجماعة الإرهابية! طبعا هذا كلام لا معنى له، ففكر الإخوان وصلب عقيدتهم وشعار السيفين وكلمة «أعدوا» المشتقة من النص الديني: «واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل «ترهبون» به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم»، كلها مؤشرات واضحة في رأينا على ميول الإخوان الإرهابية. كما أن تاريخهم الدموي كاف ومعروف ودليل على أنهم حزب إرهابي، دع عنك سلسلة الاغتيالات السياسية الشهيرة التي قام بها جهازهم السري، بقيادة عبدالرحمن السندي، الذي اختاره المرشد البنا شخصيا! وبالتالي فكل محاولة لتبرئة الإخوان من الإرهاب لا معنى لها. فكما أن من زرع الفكر النازي في رأس هتلر مثلا لم يشاركه في قتل الملايين، فيمكن القول بالتبعية ان زعماء الإخوان من عبدالله عزام والقرضاوي وعشرات الدعاة لم يشتركوا مباشرة في أية عمليات إرهابية أو حروب إقليمية، ولكنهم قاموا بما هو أكثر ضررا من ذلك بتخريبهم لعقول عشرات آلاف الشباب وحضهم على المشاركة في القتال في أفغانستان والبوسنة وكوسوفو والشيشان وغيرها، ليلقوا حتفهم ببلاش! وبالتالي فإن الفكر المحرك وراء موت كل هؤلاء الأبرياء في حروب عبثية هو فكر إخواني سلفي، والمسؤولية تقع عليهم بالدرجة الأولى وليس على أولئك الشباب المغرر بهم. نعود لبداية المقال ونقول ان خطر «داعش» لا يكمن في عاصمة دولته، ولا حيث توجد جيوشه في سهول العراق ووديان سوريا، بل في كتبنا المدرسية وبعض وسائل إعلامنا المنغلقة ومنابر مساجد مغالية في تطرفها. أحمد الصراف [email protected] www.kalamanas.com