عادل عبدالله المطيري

كلهم متطرفون.. و«داعش» أولاً

بدأ يزداد التركيز الاعلامي على «داعش» والحديث عن خطورتها التي لا تتهدد المنطقة فحسب بل العالم بأسره.

ففرنسا وبريطانيا اعلنتا حالة التأهب خشية من اعمال ارهابية مرتقبه ربما سيقوم بها الداعشيون الغربيون عند عودتهم لديارهم.

«داعش» وأخواتها بل وحتى أمهم القاعدة – خطرها الحقيقي ليس في دولة الخلافة الوهمية ولا في القتل ونشر مقاطعهم الاجرامية، بل في انتشار افكارها بمجتمعاتنا. ربما تقاطع مصالح الغرب ودول المنطقة بمحاربة «داعش» دون سواها من المتطرفين كالجماعات الشيعية في العراق وسورية ولبنان وحتى في اليمن. ومن المؤكد ان للعرب اسبابهم التي تختلف عن الاسباب الغربية رغم اتفاقهم على الهدف.

فالولايات المتحدة ومعها الغرب لا يرون في الإرهاب الشيعي خطرا ملحا على مصالحهم، فالحوثيون مثلا في اليمن يستولون على المدن بكل وحشية وارهاب ولكنهم لم يخطفوا رهائن غربيين ولم يفجروا في السفارات الغربية، ولم ولن يهددوا مصالحهم ولم يقطعوا الطرق الملاحية حتى الان على الاقل، ولم يفجروا في ناقلات وسفن الغرب كما كانت تفعل القاعدة سابقا.

وفي العراق ومنذ سقوط صدام كانت الحكومة الطائفية وميليشياتها تمارس أسوأ انواع الارهاب والتطرف ـ فهي تقتل وتسجن وتعذب المواطنين باسم القانون ودولته، ولكنهم من الجهة الاخرى يتعاونون الى اقصى حد مع الوجود الأميركي في العراق ويحمون المصالح الغربية النفطية والمالية، بينما متطرفو السنة دخلوا مع المقاومة المشروعة ضد الوجود الأميركي، وشكلوا خطرا على الولايات المتحدة ومصالحها.

وحتى في سورية ولبنان كان النظام السوري العلوي الطائفي وحزب الله اللبناني يمارسان ابشع انواع الظلم والاستبداد في الشعبيين اللبناني والسوري معا ولكنهما من الناحية الاخرى ـ حافظا على أمن اسرائيل الطفل المدلل للولايات المتحدة والغرب وأمنا حدودها لسنوات طوال، بينما متطرفو السنة لا يمكن معرفة توجهاتهم او التنبؤ بسلوكهم ان سيطروا على الاوضاع في الشام.

أما الأسباب العربية في التركيز على داعش دون سواها ـ فتعود الى ان متطرفي الشيعة هم اعداء واضحون لا يمكنهم احداث تأثير كبير داخل مجتمعاتنا ذات الاغلبية السنية وسيكون سهلا على الحكومات العربية محاربتهم اذا اقتضى الامر.

أما «داعش» واخواتها ـ فهم من نفس النسيج الاجتماعي والفكري لمجتمعات الدول العربية السنية، مما يسهل لهم اختراقها وتجنيد الاتباع والانتشار فيها.

وهنا تكمن خطورة القاعدة وكل بناتها من التنظيمات الارهابية على دولنا.

ربما تقاطعت مصالح الغرب والشرق لمحاربة القاعدة دون سواها ـ لأنها الفصيل الارهابي الاكثر غباء من غيره فهي تحارب الجميع في وقت واحد.

ختاما ـ الارهاب الشيعي والسني وجهان لعملة واحدة هو الارهاب الطائفي ـ بعض اليائسين والمحبطين من نظام المالكي وبشار كانوا يأملون خيرا في الجماعات السنية المتطرفة وخاب ظنهم حيث قتلوا من اهل السنة في العراق وسورية بالكم الذي قتلوا فيه الآخرين، فليرحلوا غير مأسوف عليهم.‏

almutairiadel@