“>يقول صديقي انه يعتقد، ومن واقع قراءاته وما عرفه من حكيم، أن هناك عشرة أشياء في الحياة لا يمكن شراؤها بالمال، مثل التصرف الحسن والأخلاق والاحترام والشخصية القوية والثقة والمصداقية واللباقة والحس السليم، وأخيرا الحب!
فقلت له انه وحكيمه مخطئان، فقد تغير الزمن وتغيرت مفاهيم كثيرة في الحياة، وأصبح ما يرتديه المشاهير هو الموضة، ولو كان أسمالا بالية، كما نرى في بناطيل الجينز الممزقة. كما أن لوسائل الإعلام سطوتها في تغيير الكثير من المفاهيم الراسخة وجعلها منبوذة أو محبوبة، إن من خلال رسائلها الموجهة لأغراض معينة أو من خلال سيل الإعلانات التجارية التي خلقت ورسخت أنماط معيشة تختلف كثيرا عما كنا نعرف. ولو جلس قوم في حضرة دكتاتور واسع الثراء، يطلب الشيء فيكون، يسجن ويعفو، ويحكم بالموت والصلب، ويثري من يشاء بالملايين، فما الذي سيكون عليه رد فعل من هم حوله ان صدر عن ذلك الزعيم تصرف سيئ أو غبي؟ هل سيعترضون أم انهم سيغضون النظر، وكأن شيئا لم يكن؟ وهل لو «تريع» صاحبنا «أو تجشأ» بصوت عال ومقرف سيبدي الذين حوله امتعاضهم من تصرفه أم سيتصرفون، وكأنهم لم يسمعوا شيئا، وربما سيضحك بعضهم بهبل ويتجشؤون مثله؟ وهل هناك حقا من سيهتم بمدى مصداقية اثرياء مثل بل غيتس أو وارن بوفيت أو كارلوس سليم أو لباقتهم أو حسهم السليم، خاصة ان كانوا من العاملين معهم؟ ولو كنا في حضرة ممثلة مثل انجلينا جولي، فهل سنكترث حقا بعدم إلمامها بإتيكيت تناول الطعام؟ لا طبعا، بل سنكتفي بان نكون معها! فغالبية البشر، إن لم يكن جميعهم، سيتجاوزون مثل هذه الأمور لباقة، أدبا أو خوفا من الأذى، أو تجنبا لجرح مشاعر الآخر. وبالتالي من كل ذلك نجد أن الحب هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن شراؤه بكل ذهب الدنيا.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com