الأذى الشديد الذي يتعرض له هذه الأيام ملايين المسافرين من مختلف أصقاع الأرض بسبب الخوف من قيام جماعات متشددة كالقاعدة او داعش بتفجير ـ لا خطف ـ الطائرات، يتسبب في توجيه غضب وكراهية الشعوب لنا بسبب ذلك الإزعاج اليومي وهو ليس أمرا مستجدا بل مستمر منذ نصف قرن، حيث انفردنا دون شعوب الأرض بأغلب الأعمال الإرهابية التي أضرت بالأبرياء واستباحت الدماء، كخطف البواخر والطائرات وقتل ركابها والهجوم على المطارات وما نتج عنه من إجراءات أمنية مشددة لم تكن موجودة في السابق حين كان وصول الركاب للطائرة لا يستغرق إلا دقائق قليلة.
***
والغريب ان قضايا المشرق العربي تزامنت مع قضايا مماثلة في روديسيا وجنوب افريقيا وفيتنام وحتى الجزائر ومع ذلك لم يلجأ احد من مناضليهم لتلك الأعمال الإرهابية الخسيسة التي تثير الحنق والغضب، لذا انتصروا ونجحوا في نهاية المطاف في تحقيق مرادهم بينما ثبت في كل مرة ان من يلجأ للإرهاب ينتهي بالهزيمة وعدم إنجاز شيء لقضيته، وهو ما حدث للمنظمات الفلسطينية في الستينيات والسبعينيات، والمنظمات الشيعية في الثمانينيات والسنية في التسعينيات وحتى يومنا هذا.
***
ان الصوت الأعلى في منطقتنا مازال للإرهابيين أمثال القاعدة وداعش .. الخ، فمتى يسمع العالم اصوات الحكماء والعقلاء من اصحاب القضية الفلسطينية والسورية والعراقية واليمنية والليبية .. الخ؟، ومتى يتم استيعاب حقيقة ان الإرهاب والتعدي على الأبرياء يضر ولا ينفع وان كل تبرير لأي عمل ارهابي يشجع الارهابيين ويخذل العقلاء كما ان ربط القضايا ببعضها بعضا لا يقنع احدا؟
***
آخر محطة: (1) كان طواقم الطيران ينزلون من الطائرات الى فنادقهم دون تفتيش ثقة بهم حتى قام صدام ذات مرة بتهريب إرهابيين في ملابس مضيفين الى لندن وقاموا بعمل إرهابي هو إطلاق الرصاص على احد الباصات وغادروا في اليوم التالي الى بغداد، فتغير الحال وأصبح طاقم الطائرة يتعرض للتفتيش الشديد كحال غيرهم.
(2) وظل الطيارون اما ابطالا او ضحايا لأعمال الإرهاب حتى قام بن لادن بعملية سبتمبر الإجرامية (وبعدها لربما حادثة الماليزية) فتحول الطيارون الى جناة وأصبحوا يبهدلون كحال الآخرين!