1 – يعتبر مبدأ الغفران والتسامح من أعمدة العقيدة المسيحية. وفي يوم أحد كان القس يلقي عظته، وفي نهايتها وجه سؤالا مباشرا الى رعيته قائلا: من فيكم غفر لأعدائه؟ وهنا ارتفعت أيدي %80 من الحضور، فأعاد القس السؤال ثانية، وبصوت أعلى: من فيكم غفر لأعدائه وسامحهم؟ وهنا أجاب الجميع بالإيجاب، إلا السيد والتر بارنز، فقد بقي صامتا، فوجه القس السؤال له: وأنت يا سيد بارنز ألست على استعداد لأن تغفر لأعدائك ما اقترفوه في حقك؟ فرد الرجل بخشونة واضحة، وسط دهشة الجميع، بأن ليس له أعداء! فتهللت أسارير القس، وقال لبارنز: إن هذا أمر رائع وغير عادي، ما عمرك يا سيدي؟ فقال بارنز: 98 عاما! وهنا وقف الحضور احتراما وتقديرا، وهم يصفقون لهذا الرجل الذي قارب المئة، وليس له أعداء. شجع ذلك القس ليطلب منه التقدم للمنصة ليخبر رعيته كيف استطاع العيش كل هذا العمر من دون أعداء. فقام الرجل العجوز من مكانه بتثاقل، وسار حتى أصبح أمام الجميع وقال بصوت أجش: عليهم اللعنة، لقد ماتوا جميعا، وعشت أطول منهم! وعاد بتثاقل الى مقعده.
2 – دخلت السيدة الستينية الى عيادة صديق وطبيب نفسي واشتكت له من أن زوجها أصبح يمارس العنف ضدها كلما عاد ليلا من الحانة. فقال لها الطبيب بأن هناك طرقا عدة لعلاج زوجها، وأسهلها المضمضة بالماء! فسألته السيدة باستغراب عما يقصد. فقال لها إن عليها، فور سماعها صوت اقدام زوجها، وهو يقترب من باب البيت، عائدا من سهرته، أن تقوم من فورها بتناول جرعة من الماء، وتبدأ بالمضمضة لأطول فترة ممكنة! شكرته السيدة، وخرجت وعلامات عدم الاقتناع بادية عليها.
عادت اليه بعد اسبوع شاكرة نصيحته لأن زوجها توقف بالفعل عن ضربها، وسألته عن سر جرعة الماء، فقال لها الطبيب بأن الماء في فمها يمنعها من الكلام، وكلامها كان هو الذي يدفع زوجها للاعتداء عليها.
3 – أوقف الشرطي سيارة تجاوزت حد السرعة، وعندما اقترب من سائقها وجده رجلا وقورا وكبيرا في السن، وليس شابا أرعن، فسأله عن سبب قيادته سيارته بتلك السرعة، في تلك الساعة المتأخرة من الليل؟ فرد هذا قائلا: إنه في طريقه لسماع محاضرة، ويريد أن يصل بأسرع وقت! فتساءل الشرطي باستغراب واضح: ومن الذي سيلقي محاضرة في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟ فرد الرجل بهدوء: زوجتي في البيت!
أحمد الصراف