حضرت بالأمس عرض فيلم «نوح» في بريطانيا، والفيلم ليس وثائقيا كي يعتمد عليه في معرفة قصة نبي الله نوح عليه السلام والطوفان بل استعان بتلك القصة التي ترويها جميع الكتب السماوية وحبّك حولها قصة سينمائية هي مزيج من افلام هاري بوتر والمصارع الروماني والتايتانيك في فيلم وجدته مملا جدا ولا يستحق الضجة القائمة حوله، والظريف ان لبس ابطال الفيلم في تلك الفترة السحيقة من التاريخ كان اقرب لبنطايل الجينز التي تستخدم في افلام الكاوبوي الأميركية.
***
ولا أعتقد أن الفيلم بشكله الحالي سيعرّض إيمان اي شخص للخطر، ومازلت لا أفهم ثقة اصحاب الديانات الاخرى بإيمان أتباعهم، وشعور بعض القائمين على دين الحق بالضعف الشديد لإيمان تابعيهم الذين يتسبب كاريكتير أو فيلم او كتاب او مقال في اهتزاز ثقتهم بدينهم واحتمال ارتدادهم عنه وهو ما يعكس ضعفهم لا ضعف الاسلام والمسلمين.
***
وسبق للسينما الاميركية ان اعادت بعد سنوات طوال عرض افلام تاريخية مثل فيلم «لورانس العرب» وافضل ما يمكن للعرب والمسلمين عمله هذه الايام هو اعادة عرض فيلم «الرسالة» في نسخته الناطقة بالانجليزية والتي كانت من بطولة الممثل العالمي انتوني كوين كونه الفيلم الاكثر اثارة وتشويقا ودقة تاريخية من فيلم «نوح»، وقد ظلم الفيلم كثيرا بسبب خلاف السادات ـ القذافي الذي صاحب ظهوره والذي جعل شيخ الازهر يسحب موافقته الخطية على إنتاجه بحجة ان المسلمين استخدموا الدفوف ولم يستخدموا الطبول في غزواتهم كما ظهر في الفيلم.. ويالها من حجة..!
***
آخر محطة: إبان مجد الاسلام كان الاصل في ديننا الحنيف السماح والاستثناء هو المنع، في عصور الظلام التي مازلنا نعيشها اصبح كل شيء وخاصة العلوم الحديثة ممنوعا والاستثناء هو المنح، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
– @salnesf