مشكلة الكويت تكمن في أن كل أمورها منوطة بالحكومة المصغرة! وهذه إما عاجزة، وإما لا وقت لديها لبت كل شيء!
بعد مليارات السنين من وجود شمس الكويت، اكتشفت جهة حكومية أنه يمكن الاستعانة بها لسد حاجة المدارس من الطاقة! وهذا أمر جميل، ولكنه سيموت حتماً في مرحلة تالية، بالرغم من أنه ليس هناك من طريقة أرخص وأفضل من خفض الاستهلاك الكبير من الكهرباء بغير تركيب خلايا كهروضوئية لإنتاج طاقة متجددة ونظيفة. وأعلن معهد الأبحاث، بعد سبات، عن مشروع الشقايا للطاقة المتجددة، وقال مديره إنه صمم ليكون «أول محطة في العالم» تضخ تقنيات تتيح الحصول على أقصى كفاءة ممكنة من إنتاج الكهرباء لكل متر، وأن المشروع سيزود 150 ألف منزل بالكهرباء على مدار العام (!) وهذا إن حصل، فإنني سأربي شواربي.
وزاد تصريح مدير المعهد الطين بللاً بقوله إن هذا المشروع سيوفر 12 مليون برميل نفط سنوياً و10 آلاف فرصة عمل أثناء تنفيذه، و2200 فرصة عمل أثناء التشغيل والصيانة، وأنه سيحد من انبعاث 5 ملايين طن سنوياً من غاز ثاني أوكسيد الكربون. طبعاً، نحن لا نزال في مرحلة تزويد مدرسة واحدة بـ%80 من حاجتها من الطاقة.
وبهذه المناسبة، افتتحت في أميركا أكبر محطّة في العالم لإنتاج الطاقة الكهربائية من الشّمس بكلفة أكثر من مليارين. وتعتمد المحطة في عملها على أكثر من 300 ألف مرآة توجه آلياً بواسطة الكومبيوتر. وتقوم المحطة بتسخين المياه وتوجيهها لتشغيل مولدات الكهرباء التي ستكفي لتزويد 140 ألف منزل بالكهرباء، يعني أقل بـ10 آلاف منزل مقارنة بمشروع مدير المعهد لدينا! فهل هذا خيال؟
وفي دبي، أسوة بما سبق أن اتبع في أبوظبي، سيقام مركز أمني وجمركي يمكن للمسافر للولايات المتحدة من خلاله إنهاء جميع إجراءات الأمن والجمارك الأميركية، وتوفير وقت وجهد كبيرين، وسيكون لهذا الإجراء رد فعل إيجابي على سمعة الإمارات وشركات طيرانها. وفي الكويت بدأت الخطوط الكويتية بتسلم عينات من كراسي الطائرات التي «تزمع» شراءها!
«مشتهي» حقاً أن نكون مميزين في شيء واحد فقط، مجرد شهوة!
أحمد الصراف