"سألجأ إلى سفارة دولة الكويت في حال خسارة البرازيل للمونديال"… هذا ما جاء على لسان مدرب المنتخب البرازيلي لويس فيليب سكولاري في أحد المؤتمرات الصحافية أخيراً، وتداولته أكثر من 4000 وسيلة إعلامية بمختلف اللغات، بحسب محرك البحث GOOGLE. تلك ليست المرة الأولى التي يذكر فيها المدرب الحالي لمنتخب البرازيل دولة الكويت، فقد تكرر هذا الأمر في أكثر من مناسبة رياضية، رغم السنوات القليلة التي قضاها في الكويت التي لا تتجاوز السنوات الأربع، عندما تعاقد معه رئيس "نادي القادسية" الأسبق عبدالعزيز المخلد في نهاية الثمانينيات، ليحقق البطولة الرسمية الوحيدة لنادي "القادسية" في تلك الفترة، ويتولى بعد ذلك تدريب منتخب الكويت لفترة قصيرة محققاً مع المنتخب بطولة كأس الخليج العاشرة التي أقيمت في الكويت في عام 1990. ما أود أن أشير إليه هنا ليس سرداً لسيرة ذاتية لمدرب بل إثبات ما يمكن أن يتحقق إن أحسنّا الإدارة ولو قليلاً، كما حدث في عهد عبدالعزيز المخلد مثلاً، فأنا على يقين أن ذكر اسم الكويت على لسان المدرب البرازيلي زاد اطلاع كثير من الناس ومن دول العالم المختلفة من خلال محركات البحث على دولة الكويت، وهنا تكمن المسألة، فالكويت بإمكانها من دون هدر الملايين والمجاملات والنفاق الدولي أن تصنع لنفسها اسماً بين الدول، وتتميز في مجالات متعددة بقليل من الاهتمام في الداخل بدل سياسة الدينار الخارجية التي لم تجدِ نفعاً سابقاً، ولن تفيد مستقبلاً أيضاً. وحده التميز والإنجاز هو ما يبني الدول ويصنع لها اسماً حقيقياً في العالم، والوسائل كثيرة ومتعددة لتحقيق ذلك، فكل ما ينقصنا هو الإدارة والإدارة فحسب، فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك مبادرة من بعض العاملين بالقطاع النفطي تحت عنوان "الكويت عاصمة النفط بالعالم"، وقد اطلعت على بعض تفاصيلها، وأستطيع القول إنها إن تحققت فستجعل من الكويت مركزاً عالمياً مهماً تنصب فيه مصالح العالم أجمع، مما يمنحها حماية وبقاء لن يحققه توزيع أموالنا على بعض الدول قليلة التأثير في العالم. وهناك أيضاً نموذج مشرف آخر يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن المسألة مسألة إدارة فحسب، وهو نموذج "نادي الكويت الرياضي"، الذي تفوق ومازال متفوقاً على الصعيد الآسيوي، وبلعبات مختلفة على صعيد النادي، في حين تفشل منتخباتنا التي تضم نفس اللاعبين على نفس الصعيد. من الممكن أن ننجز في جميع المجالات، وأن نبني دولة حقيقية بعيداً عن تفاهات اتفاقية أمنية خليجية وغيرها متى ما توافرت الإدارة، وهو ما نفتقده في معظم المجالات الحيوية ولا نجده إلا في بعض الحالات الفردية التي تثبت، رغم سوء الظروف، نجاحها وحسن إدارتها، ولكننا نصر على تكرار نفس الأخطاء ونتأمل النجاح.
اليوم: 12 فبراير، 2014
هيكل أستاذ.. الخداع!
يطلق على الكاتب محمد حسنين هيكل لقب «أستاذ»، ومازلت في حيرة من أمري عن الاختصاص الذي هو أستاذ فيه! فكل ما نظّر له وسوّقه الأستاذ إن صحت التسمية ثبت خطؤه، فإذا كان من يسوق الخطأ والخداع يسمى أستاذا، فماذا يسمى من يسوق الصدق والصواب؟! لقد كان هيكل هو المدمر والمتراجع عما سوقه هيكل، حيث نكص عن الترويج لمبادئ التأميم والاشتراكية ومحاربة إسرائيل والاستعمار وتحرير فلسطين ووحدة الأمة، حتى نصرة عبدالناصر الذي كان هو أول مهاجميه بمقال «عبدالناصر ليس أسطورة»، ولم تكن تربته قد جفت بعد، ثم سلم رقاب حواريي ومناصري ناصر للمعتقلات بعد أن أسماهم «مراكز القوى».
***
آخر من اكتشف زيف «الأستاذ» هو الإعلامي الناصري الكبير عادل حمودة، حيث جعل مانشيت عدد جريدته الأخير «خريف هيكل»، وكان الأجدر أن يسميه «تخاريف هيكل» المستمرة منذ 6 عقود، ويستمر مانشيت جريدة «الفجر» في القول «بيزنس ولدَيْ هيكل، أحمد وحسن، مع أبناء مبارك في جزر العذراء البريطانية»، وهي قضايا سبق أن تطرقت اليها في مقال قبل سنتين، ومعروف أن الأخوين هيكل هاربان من العدالة المصرية إلى لندن، حيث يزورهما والدهما كل شهر للاطمئنان على استثماراته المليارية التي هي حصيلة راتبه التقاعدي من جريدة الأهرام، وليست أموال تخابر كما ذكر الزعيم السوفييتي خروتشوف كمبرر لطرده من موسكو عندما كان ضمن الوفد المصري الزائر.
***
ما يهمنا في الكويت من خلاف حمودة وهيكل حقيقة ما نشره حمودة عن أن سبب هرب الأخوين هيكل إلى لندن كان قيام شركاتهما «ومعهما شريكهما جمال مبارك» بشراء أسهم أحد البنوك الذي كان أحد الأطراف الكويتيين ينوي الاستحواذ عليه، ثم بيعه للطرف الكويتي بأبهظ الأثمان، محققين استفادة شخصية جاوزت ملياري جنيه دون وجه حق، مستفيدين من معلومات الداخل ثم الهرب للخارج.
***
آخر محطة: نشرت الصحف المصرية أن شركة كويتية خسرت دعاوى تحكيم دولية بمليارات الدولارات كانت قد رفعتها، مطالبة الحكومة المصرية باستمرار بيع الغاز الطبيعي لمصانع الأسمدة الكيماوية بالسعر المتفق عليه سابقا والبالغ 1.5 دولار، وليس بالسعر الجديد الذي يبلغ ضعف السعر السابق ويتسبب في خسارتها، لم تذكر الصحف اسم تلك الشركة وان كنا نتمنى ألا تكون شركة البتروكيماويات ومفاوضيها أصحاب صفقة الداو، فقد شبعنا داوات ومراكب غارقة (الداو اسم سفينة كويتية).
ثلاثية «إخوانية»
“>1 – ذكرت وسائل الإعلام قبل شهر تقريباً أن النظام المصري وضع تنظيم «الإخوان المسلمين» ضمن لائحة الإرهاب! ولكن الصحيح أن من وضعها، كما يقول ثروت الخرباوي «الإخوانجي» المنشق والخبير في شؤونهم، هو مؤسس التنظيم حسن البنا، وهو الذي وصمه به. وجاء من بعده سيد قطب وأكده ونفّذه، ثم جاء بعدهم محمد بديع ومحمد مرسي وخيرت الشاطر ومحمود عزت، وتوسعوا في استخدامه بشكل غير مسبوق. وبالتالي، فإن دماء آلاف الضحايا الذين سقطوا برصاص «الإخوان»، أو برصاص الجيش، هي برقبة الإخوان، وكل العنف الذي بدر – ولا يزال يبدر – منهم في فترة الأشهر الستة الأخيرة – على الأقل – لا يمكن أن يصنّفهم بغير الإرهاب. ويكفي النظر إلى شعار التنظيم، المتمثل بالمصحف والسيفين، مع كلمة «وأعدوا»، وهي بداية: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط الخيل «ترهبون» به… عدوكم، لنعرف أهداف مؤسس التنظيم ومن جاء بعده، فالرسم والنص يدعوان إلى ذلك، وهذا من صلب الدعوة ووفقاً لفكر الجماعة، وليس فيه ما يمكن إخفاؤه أو التنكر له. فحسن البنا، وكل من جاء قبله ومن بعده، آمنوا بأن الإسلام لا ينتشر إلا بالسيف، ولا يواجه خصومه إلا بالسيف، والأنكى أنهم اعتبروا أن الإخوان هم الممثلون الحقيقيون للإسلام، كما هو منطق بقية الجماعات الإسلامية، أو الدينية الأخرى.
2 – يقول صاحبهم، الذي طالما أصابنا بالغثيان وهو يكرر تبرئته وحزبه من «الإخوان المسلمين»، والعودة وتكرار دفاعه المستميت عنهم، والذي اعتقد أن ذاكرة البشر ضعيفة، وأنهم سريعاً ما سينسون ما قام به وشريكه المصري في الإيقاع بمجموعة كبيرة من المستثمرين ودفعهم للاستثمار في مشروع عقاري، تبين لاحقاً أنه زراعي ولا فائدة ترجى منه، يقول إنه يتحدى البشر والحجر في أن يثبتوا أنه أثرى يوماً أو «تربح» من المناقصات الحكومية! ولا أعتقد أن الأمر يحتاج إلى كل هذا الغضب والتحدي، فالأمور أكثر من واضحة، ولو كان هناك قانون يتعلق بــ«من أين لك هذا؟»، لعرفنا دربنا له!
3 – زيّنت جمعية الإصلاح، الفرع المحلي للإخوان المسلمين، التابع للتنظيم الدولي، مقرها في الروضة بطريقة تختلف كثيراً عن السنوات السابقة، وبشكل مثير للانتباه، وسبب هذا «العجاف» والتملك معروف طبعاً. الغريب أن الجمعية تخلت هذا العام – ولأول مرة – عن المناداة بــ«دولية» الحركة، وأصبح «الوطن» لديها، وفجأة، أكثر أهمية!
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com