أفضل ما فعل هو إحالة كل صفقة تحديث أسطول «الكويتية» إلى لجان التحقيق بدلا من الاكتفاء بإحالة صفقة الـ«خمس طائرات الايرباص» المشتراة من شركة الـ«جيت ايرويز»، والمفروض أن تحدد فترة زمنية لا تزيد على شهر للتحقيق وتقديم تقريرها، فكل المعطيات موجودة، ولا يحتاج الأمر إلى التأجيل والتأخير.
***
صفقة طائرات الـ«جيت ايرويز» هي مثال واضح على الشفافية المطلقة الباحثة عن الصالح العام والحفاظ على الأموال العامة، فعلى الرغم أن عملية الشراء هي من شركة الإيرباص العالمية، وكان بإمكاننا الاكتفاء بذلك، إلا اننا أصررنا على إعلان اسم الشركة البائعة التي أحد مؤسسيها هي «الكويتية»، كما اعلنا سعر الصفقة وقيمة كل طائرة، والتي قاربت 55 مليون دولار شاملة الفحص الفني والصباغة، والتي يمكن لأي مواطن أو مختص وعبر عملية بحث بسيطة معرفة عدالة ذلك السعر، حيث توجد شركات مختصة تقوم بنشر الأسعار التقريبية لأنواع الطائرات المختلفة على الإنترنت، وقد أثبتنا أن كلفة تلك الطائرات التي سنتسلمها في حالة الولادة ولفترة «مؤقتة» هي صفر على الأموال العامة، بل على الأرجح سيتم حصد الأرباح منها، وهو ما يساعد على خصخصة «الكويتية».
***
ما يحتاج إلى تحقيق، وما أسميناه في لقاء قناة العدالة بـ «الداو 2»، هو الأسباب الحقيقية لإلغاء تلك الصفقة كالقول إن قيمتها 285 مليون دينار بدلا من 78 مليون دينار، وإنها طائرات «هندية» بينما هي طائرات ايرباص، وانها لم تفحص فنيا، وان الأسعار لا تتضمن الصيانة والصبغ، وانها لم تحز موافقة الجهات المختصة، وجميعها أقوال كذبناها على أكثر من «فضائية» بالأوراق والوثائق، وطالبنا مناظرة من يروجها ويقول بها لكشف الحقائق أمام الشعب الكويتي.
***
وما يجب أن يحقق فيه وكنهج للشفافية ومحاربة الفساد هو كلفة الطائرات الخمس «البديلة»، والتي تقارب مليار دولار من الأموال العامة ثمنا للإيجار لا الشراء ولثماني سنوات، بينما الحاجة هي لـ 3 سنوات، ثم سبب رفض طائرات عمرها 5 سنوات بحجة أنها مستعملة والقبول الآن بطائرات ايرباص 340 يقارب عمرها الـ 15 سنة في حالة سيئة ولم تفحص فنيا عند القبول بها وتنتج عن تشغيلها خسائر فادحة على الأموال العامة، كما أتى في تقرير نشرته الصفحة الاقتصادية في جريدة «الجريدة» في 7/12/2013 كونها صنعت عندما كان سعر البترول 30 دولارا وسعره الآن يفوق الـ 100 دولار، وهو ما اضطر المصنع لإيقاف تصنيعها منذ سنوات بعكس طائرات الـ«جيت ايرويز» الايرباص 330 التي ستبقى تصنع لنجاحها الكبير لعقود قادمة.