اشتكت الزميلة إقبال الأحمد من أن ملامح جواز سفرها الذي لم تمر 5 سنوات على صدوره، انمحت، وأصبح لا يحمل اسم الدولة ولا شعارها، ويصعب على من يطلع عليه معرفته من أول نظرة. وأقول للزميلة إنني تعرضت لموقف طريف في مطار اسطنبول، وفي يوم نشر مقالها نفسه، حيث أخذ رجل الأمن يقلب جواز سفري من جهة لأخرى لمعرفة هويته، وعندما عجز عن ذلك، وربما كان جديداً في عمله، سألني عن جنسيتي، فذكرتها له، فطلب مني أن أضع ملصقاً على الجواز يبين اسم الدولة! علماً بأن جوازي جديد، مقارنة بجواز الزميلة إقبال!
عندما أصبح رودولف جولياني عمدة لمدينة نيويورك (1994 – 2001) أكبر مدن العالم، قام فور تعيينه بالإعلان عن نيته إعطاء اهتمام كبير للجرائم الصغيرة Petty crimes، وقال إنه ليس معنيا في المرحلة الأولى بحروب رجال المافيا، أو متابعة جرائم القتل، أو بذل جهد أكثر مما هو مطلوب لملاحقة تجار المخدرات، بل سيركز جل جهوده على ملاحقة من يبصقون في الشوارع، ويرمون القاذورات فيها، وأولئك الذين يخالفون أنظمة المرور، حتى البسيط منها، والقبض على من يقومون بتشويه جدران المباني وعربات القطارات برسوماتهم القبيحة، وكلماتهم البذيئة، فمقترفو الجرائم الصغيرة هؤلاء هم مجرمو المستقبل الكبار، وعندما ينتهي من هؤلاء سيقوم بملاحقة عتاة المجرمين، وبالفعل حدثت المعجرة، وأصبحت نيويورك اليوم، التي كانت الأسوأ أمنيا بين المدن الكبرى، من أفضلها وأكثرها نظافة! وبالتالي لو قام وزير الداخلية الكويتي، في حينه، بمحاسبة «المدير» الذي فاجأ الجميع قبل 3 أو4 سنوات بالإعلان عن انتهاء مخزون الدولة من جوازات السفر، بسبب خطأ في توقيت الطلب! ولو تمت محاسبة ومعاقبة من سرب هاتفا لسجين، ولو تم طرد أي رجل أمن يستهتر في أداء مهامه الأمنية والوظيفية، من دون الالتفات لتدخلات «قبيلته ونوابه»، لما تجرأ اليوم زملاء لهم على تزوير عشرات آلاف أذون الزيارة غير القانونية وتحقيق الملايين من ورائها. ولو عوقب من وافق على الطباعة السيئة لجواز السفر الحالي، لما أقدم زميل أو زملاء له على سرقة أكثر من 1200 كرتون من المشروبات الروحية، أو هذا ما أشيع، من مخازن وزارة الداخلية، التي يفترض أنها قلاع محصنة! ولكن يبدو أننا نكتب ونتحلطم ونشتكي، والخراب مستمر، وفي تزايد!
أحمد الصراف
[email protected]