حسن العيسى

«شنو» المطلوب!

"شنو المطلوب منا" ماذا نعمل، القبس نشرت (الجزء الأول) من الخطة المالية الرابعة للدولة، وبالخط العريض ورد تحذير بأن مالية البلاد في خطر بين عامي 2020 و2030، والأسباب المعروفة لهذا الخطر وكما تعارفت عليه الأدبيات المالية، مثل: تضخم بند الرواتب والأجور في القطاع العام، والذي يستهلك 57% من الدخل، ضعف القوى العاملة الكويتية في القطاع الخاص والتي لا تتجاوز نسبتها 6%، اختلال التركيبة السكانية لصالح الوافدين، الذين يشكلون ثلثي سكان الدولة! أين الجديد في ما سبق، وماذا تريدون من الناس أن تصنع؟! فرئيس الحكومة حذر من قرب نهاية دولة "الرفاه"، بمعنى أن السنوات العجاف قادمة لا محالة… ما لم… وهذه الكلمة (ما لم) التي يطلب منا أن نفك شفرتها. يعني هل المطلوب من الناس أن تتوجه إلى العمل بالقطاع الخاص (وكأن قطاعنا الخاص يصنع طائرات البوينغ والإيرباص وليس مجرد مولات وبوتيكات وكيل كويتي عن شركات أجنبية) وتترك وظيفة التوقيعات الحكومية وسندويشات الضحى وبكل ميزاتها الاتكالية؟ هل المطلوب من المواطن المستريح أن يتخلى عن ميزات الخادمة والطباخ والسائق بالنسبة لبعض الشرائح الاجتماعية؟ وقبل كل هذا، هل المطلوب ان يتعلم المواطن تقديس العمل أياً كان نوعه؟ وعلى ذلك هل يفترض أن تتخلى الدولة عن جيوش الخدم والعمالة الأجنبية التي لو توقفت عن عملها يوماً واحداً "لفطست" الديرة بمن فيها؟
لا أحد يجادل بأن لدينا إشكالية في قيم العمل، فكويتي سنة 2000 ليس كويتي ما قبل عصر النفط بصفة عامة، ولا أحد يعترض على أن الدولة وفرت الكثير من التسهيلات للسكان، مثل التعليم والصحة والإسكان (الأخيرة لم تعد متوافرة)، وبذخت من حساب المستقبل حتى ينسى الناس المشاركة السياسية، ويشغل المواطن عن هموم المستقبل وأخطارها السياسية والاقتصادية… أيضاً هي الدولة السلطة ذاتها التي لم تعدل في ميزان العطاء والسخاء، فبعض المقربين للبلاط الحاكم "هبشوا" المليارات، أما غيرهم من الأكثرية فتم إلهاؤهم بهدايا إسقاط فواتير الكهرباء، ودعم السلع الاستهلاكية من الجمعيات التعاونية، وعطايا جزئية متناثرة لم تعوض أبداً رداءة الخدمة العامة في معظم أجهزة الدولة… أين هي العلة؟ هل هي قطاع عام مترهل أم قطاع خاص هامشي، أم إدارة الدولة؟!
مرض الدولة معروف، وليس المواطن سببه، بل هو ضحية له، المرض عندكم أنتم لا غيركم أنتم السبب، أنتم الذين تسيرون الدولة، فأنتم ولا أحد يشارككم، لا مجلس أمة ولا بطيخ من اتخذ بالأمس ويتخذ اليوم القرارات السيادية، وأنتم المسؤولون أولاً وأخيراً عن محنتي الفساد الصغير المتمثل بعطايا الإلهاء السياسي ونهج "اجلس في بيتك ويصلك الراتب"، وتضخم الوظيفة العامة وترهلها والفساد الكبير وصورته غياب حكم القانون في الاختلاسات العامة الكبرى بشتى صورها… ما هو المطلوب الآن بعد أن عرضتم خطتكم المالية…؟ ماذا يصنع المواطن؟ هل بيده القرار؟ هل يشارك فيه حتى تبشروه بالخطة إياها عن حالة الدولة المريضة…؟ ماذا يصنع وأنتم كنتم ومازلتم تدعون "البخاصة"، أي العلم الجامع لكل صغيرة وكبيرة في دولة السير على البركة… ولأبنائنا الغد المجهول ببركة إدارتكم.
احمد الصراف

البطر بعد الجوع

تقوم السلطات الجمركية، بين الفترة والأخرى، بإتلاف كميات كبيرة من المشروبات الروحية المصادرة، وكان آخرها قبل أيام، وتم بث شريط إتلافها على وسائل التواصل، وبيّن كيف كان العمال يرمون كراتينها من حاويات كبيرة ومرتفعة وعلى الأرض الإسفلتية، بطريقة بدائية تجعل كلفة جمعها مرة أخرى وتكسيرها عالية دون سبب منطقي!
والسؤال هنا، لو كانت الكويت دولة فقيرة جدا، ولا تمتلك أي ثروات تكفي لإطعام نفسها، وكانت قوانينها صارمة وتمنع تناول أو تداول المشروبات الروحية، فهل كانت حقا ستقوم بإتلاف ما تقوم بمصادرته من مشروبات روحية؟ ألم تكن وقتها ستفكر بطريقة اكثر رشدا، وتتصرف بها بالبيع لأحد أسواق المنطقة الحرة في المطارات، وما أكثرها، التي تبيح بيع مثل هذه المواد، ومن ثم صرف عائد البيع لتحسين مستوى المجاري لدينا، مثلا؟ ولماذا يكون موقفنا مختلفا ونحن فقراء عن موقفنا ونحن أغنياء، والمبدأ واحد؟
ولو كنا بالكاد نجد ما نأكل، هل كنا سنضحي بكل هذه الرؤوس من الأغنام في كل عام، والتخلص من غالبيتها بالدفن؟ ألم نكن سنفكر حينها بتحويل هذا الطقس الديني لعملية رمزية، بحيث تتم التضحية برأس خروف واحد في كل دولة في العالم، نيابة عن كل حجاجها، وجمع مبالغ تلك الخراف، من خلال منظمة المؤتمر الإسلامي، وصرفها على عشرات المشاريع المفيدة والمطلوبة، ولو ضاع نصف ما سيجمع، فهل أفضل من دفن المال تحت الرمال سنة وراء أخرى وعقدا بعد آخر وقرنا بعد سابقه؟
المؤلم هنا أن نرى أن الثراء الذي هبط علينا قبل نصف قرن من أموال النفط لعب دورا معاكسا في حياتنا، فبدلا من ان يكون عاملا في تحسين مستوى معيشتنا، وتمكيننا من توفير أعلى درجات التعليم لنا ولأبنائنا، ويشجعنا على الانفتاح أكثر على الآخرين، فإن ما حدث كان عكس ذلك تماما، فقد حولنا تلك الثروة لثلاجات وسيارات وهواتف نقالة، وانغلقنا على أنفسنا، متباهين، كالطواويس بما نملك من ثراء، لا يد ولا رجل لنا فيه، وزادنا الثراء النقدي تعصباً، وكرهاً للآخر «الطامع فينا»، وإصراراً على التباهي بأننا خير الأمم، ونحن في الواقع، وبالكاد نجر أذيال التخلف والخيبة في المؤخرة!

أحمد الصراف

سامي النصف

أمور تحصل فقط في الكويت!

يرغب كبار القوم والشعب الكويتي قاطبة ومنذ سنوات، في تحديث أسطول «الكويتية» ورفع علم الكويت عاليا وتحقيق حلم كويت المركز المالي ويرغب آخرون في عكس ذلك فينتهي الأمر في كل مرة ببقاء الأسطول.. من دون تحديث! أمر يحصل فقط في الكويت!

***

يقول المختصون بعالم الطيران «اخضر» ويقول من لا يفقهون بعلوم الطيران شيئا «أحمر» فينتهي الأمر بالأخذ بـ .. الأحمر الفاقع!

***

الكفاءة والأمانة ونظافة اليد أمر يحسب للمسؤول في الدول الأخرى.. لدينا تلك خطايا كبرى يتم العقاب والمحاسبة الشديدة عليها!

***

استخدام وسائل الإعلام لإيضاح ما خفي على الجمهور كأكذوبة الطائرات ذات الصناعة «الآسيوية» والكراسي «المكسرة» أمر طبيعي، وما خلقت وسائط الإعلام إلا لذلك الهدف.. لدينا يحور ويحرف ويكذب ويقال إنه لتوقيع شراء طائرات رغم عشرات الشهود من الإعلاميين وحقيقة أن توقيع الشراء يوجب وجود الطرفين البائع والمشتري وليس طرفا واحدا.

***

دفع 77 مليون دينار لشراء طائرات بدلا من 134 مليونا لإيجارها أمر يستحق عليه المهندس اللامع ومن معه الشكر والإعجاب والتقدير، لدينا يتم لومه والكذب عليه عبر القول إنه ذهب منفردا للتفاوض مع شركة الطيران الإماراتية ـ الهندية رغم أن اتفاق ومفاوضات «الكويتية» يتمان بشكل جماعي فقط مع شركة الإيرباص العالمية ومن دون وسطاء.

***

الافتراء الجديد للأسف هو الترويج أن الشركة البائعة عرضت 20 مليون دينار كويتي خصما حال سماعها خبر الإيقاف (يا للهول) رغم أن 57 مليون دينار ليس سعر الطائرات الجديد بل سعر الوفر على المال العام الذي يفرض الدستور حرمته والحفاظ عليه (134 مليون دينار إيجار ـ 77 مليون شراء = 57 مليون دينار وفر، فكيف أصبح ذلك الرقم يعني خصما جديدا على السعر؟!).

***

آخر محطة:1 ـ الشكر الجزيل للنواب الأفاضل والمحامين الأجلاء الذين قرروا تبني قضية تحديث أسطول «الكويتية» المملوكة للشعب الكويتي قاطبة، والشكر موصول لكل كتاب المقالات من الزملاء ومن خط الأسطر على التويتر، ومن أرسل الرسائل واتصل، فلهم جميعا الشكر والتقدير والعرفان.

2 ـ اقترح وسطاء بعد لقائنا الصحافي الذي خصص لإظهار الحقائق، التزام الأطراف الصمت الإعلامي حتى يحسم القضاء العادل والمسؤولون الأمر، إلا أن هناك من لم يلتزم بما قطعه على نفسه.

3 ـ إن استطعنا كشف الحقائق ورد الأكاذيب الظالمة، فكم من مواطن ومقيم يعاني من القهر وشدة الظلم من دون أن يملك القدرة على الرد؟ قديما قيل «تبقى الدولة مع الكفر ولا تبقى مع الظلم».. وشكرا لشعب الكويت الواعي بكل ألوانه وأطيافه على الحب والدعم!

 

 

 

 

 

احمد الصراف

.. التاكسي والمجمع

تنفرد الكويت عن بقية دول العالم بوجود نوعين من سيارات التاكسي فيها، تاكسي جوال، كغيرها من دول العالم، وآخر ثابت لا يحرك، وهذا جار اختراعه! ومع التحول السريع في العولمة، واقتراب العالم لأن يصبح قرية صغيرة، بصبغة وثقافة أنجلوسكسونية، نتيجة ريادة دولها في ميادين العلوم والاختراعات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت شعوب العالم بغالبيتها، نتيجة لذلك، تستخدم كلمات متشابهة في محادثاتها، وحتى في كتاباتها، مثل «واتس أب»، موبايل، سوفت وير، و«باس ويرد» ومايك، وقبلها كاميرا وفيلم ولابتوب وكمبيوتر وتلفون وسينما وباكيت وكرتون وتيب، ومئات غيرها مثل بقشيش وأرجيلة وأوكي OK وتاكسي! والكلمة الأخيرة هذه «منع» مرور الكويت كتابتها على سيارات الأجرة، والسبب لا علاقة له بأصل الكلمة الاجنبي، بل لأن صاحب عقل «خاص» اكتشف أن عاملا جويا، كالهواء والمطر، قد يؤثر في الاحرف ويخرجها من معناها، وبالتالي صدر الأمر باستبدال تاكسي بـ«أجرة جوالة»! ولا بأس طبعا في ذلك، ولكن لماذا أجرة جوالة؟ فهل هناك سيارة أجرة ثابتة مثلا؟ وطالما استطاع عبقري المرور منع استخدام كلمة تاكسي، فهل بامكانه تكملة «معروفه» وتعريب بقية الكلمات التي فشل مجمع اللغة في القاهرة في الاقتراب منها، بعد ان توقفت اجتماعاته مع توقف انفاس الثقافة في مصر! وبمناسبة الحديث عن هذا المجمع الذي ربما كان المفكر طه حسين وراء فكرته، نتيجة تأثره بالأكاديمية الفرنسية، التي تأسست قبلها بـ 300 عام تقريبا، والتي طالما اعطت الفرنسية طعمها الفريد، فقد تأسس المجمع العربي عام 1932، ونص مرسوم انشائه «الملكي» على أن يكون نصف أعضائه مصريين، ونصفهم عرباً ومستشرقين، الا أنني أشك في أن هذا القرار أو الرأي كان محل ترحيب، ولا أعتقد أنه طبق كاملا. كما أن الخلافات التي لم تتوقف يوما بين الدول العربية، دفعت الكثير منها، «جكارة، وعنادا»، وليس حبا في اللغة، لانشاء «مجمعها» الخاص بها، كما فعلت تونس والجزائر والعراق ولبنان والأردن والسودان، اضافة لمكتب تنسيق التعريب في المغرب، ومعهد اللغة العربية في اليمن، وحتى ماليزيا دخلت على الخط وأنشأت أكاديمية للغة العربية!
وعليك تخيل، ليس فقط حال ووضع الترجمة والتعريب في البلاد العربية، في ظل كل هذا التضاد والتناحر والاختلاف، بل وحال اللغة نفسها!

أحمد الصراف

محمد الوشيحي

استعدوا لثقل الدم…

الله الله الله على مشاكلنا وهمومنا بعد أن نحصل على حكومة منتخبة بأغلبية الأحزاب الفائزة في الانتخابات. الله على مانشيتات صحفنا بعد أن تستقر أمورنا في ظل الحكومة المنتخبة؛ "مطالبات من سكان الصباحية بمد مترو الأنفاق، أو مترو الجسور، إلى قطعة ٣"، "جمعية المخترعين الشبان تستدعي نواب البرلمان لإطلاعهم على تعديلات قوانين الملكية الفكرية وبراءات الاختراع"، "اللائحة التنفيذية لقبول اللاجئين السياسيين تصدر غداً… وخلاف نيابي حول مخصصاتهم المالية"، "حكومة الظل: التعديل الأخير لمناهج التعليم غير كافٍ"، "الأربعاء المقبل… بدء مسابقة أفضل الرسومات على الطرق ذات الطوابق الثلاثة بمشاركة فنانين عالميين"، "وزير الداخلية يستقيل بعد صدور بيان جمعية حقوق الإنسان"، "تعيين قريبة وزير الصحة في منصب المستشار يدفع الحزب الحاكم إلى الاعتذار في مؤتمر صحافي… والاستقالة". 
مشكلة كبرى ستقابلنا بعد الوصول إلى مرحلة الحكومة المنتخبة… ثقل الدم! فالمصائب هي أم خفة الدم، والخشية من المستقبل خالتها، أما ثقل الدم فهو ابن الرفاهية والاستقرار ووريثهما الشرعي. وكلما استقرت الدول تضررت النكتة، والعكس صحيح، ففي الدول الاسكندنافية تندر النكتة، ومن يجد شخصاً ساخراً يحتضنه ويبكي على صدره، فالساخر الاسكندنافي مثل "الباندا" على وشك الانقراض. في حين تمتلئ بعض دول أميركا اللاتينية بالساخرين، وتتكدس كراتين السخرية في مخازن مصر وبقية الشعوب العربية المتزعزعة سياسياً والمتضعضعة اقتصادياً.
المشكلة الأخرى التي ستقابلنا بعد استقرار الأوضاع السياسية، وبعد أن تمسك الحكومات المنتخبة بقراراتنا ومصائرنا، هي انصراف الناس بشكل كبير عن السياسة، إلى درجة أن الوزراء لا يجدون قناة تلفزيونية تستضيفهم لشرح خطط الحكومة وبرامجها، ويتسول نواب المعارضة للحصول على دقائق قليلة في البرامج التلفزيونية لشرح الخلل في خطة الحكومة وطرح خططهم البديلة.
لذا يجب أن نستعد منذ الآن لحل مشكلة ثقل الدم، ولا ننتظر إلى حين وقوع المصيبة… ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
سامي النصف

تعاطف شعبي

الحمد لله «انقلب السحر على الساحر»، وظن البعض أنه سيورطنا عبر اتهامنا بإدخال كبار المسؤولين بالموضوع، وأنه المرجع الدستوري في هذا الأمر.

السؤال المطروح من قبل الجميع هل القرار بيد المسؤولين الراغبين بإسعاد الشعب الكويتي عبر تحديث طائراته أم بيد المتنفذين ممن حاربوا ذلك التحديث منذ اليوم الأول عبر عدم تنفيذ مرسوم الضرورة وتقليص رأسمال الكويتية بدلا من زيادته وعدم تنفيذ ما وعدوا به من إصدار خطاب ضمان لقروض الكويتية، فكيف للكويتية أن تنهض؟!

أحد أسباب التعاطف الشعبي الواسع القادم من جميع ألوان الطيف السياسي والاجتماعي هو إحساسهم بأن المعركة معركتهم وان الهزيمة بها هزيمتهم وهزيمة لكل الشرفاء والأمناء والخيرين وما أكثرهم.

***

ويأمل المصلحون والخيرون هذه المرة أن ينتصروا وتهزم قوى الفساد، فعبر تراكم الخبرات ومرور السنين لاحظ الجميع خصوصية فريدة لبلدنا تسببت في تذمر الناس وتخلفنا عن الجيران بنصف قرن بعد ان كنا نسبقهم بنصف قرن، وهي هزيمة الأخيار والمظلومين.

***

آخر محطة:

(1) قيل إن الطائرات الخمس صناعة هندية، وأثبتنا أنها صناعة الايرباص الأوروبية، وقيل إن كراسيها مكسرة وحالتها سكراب وأثبتنا عبر الصور التي تغني عن آلاف الكلمات أنها أقرب لقصر مهراجا طائرا في السماء.

(2) وقيل إن الشركة التي حصلت منها الايرباص على الطائرات للاستخدام المؤقت حتى وصول الطائرات المشتراة واسمها «جت ايرويز» هي شركة هندية، والحقيقة ان تلك الشركة التي تملك شركة الاتحاد الإماراتية ثلثها تم تأسيسها في التسعينيات من قبل «مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية» و«طيران الخليج» ورجال أعمال آسيويين.

(3) أخيرا بدأت تتضح الصورة عن الأسباب الحقيقية لما حدث وكلفته الباهظة على المال العام.. وللموضوع صلة!

 

 

 

 

حسن العيسى

كم أنتم مضحكون

القمع وتكميم أفواه الناس بحجة حكم القانون أو حكم القيم والعادات لا يأتيان دائماً من الدولة (السلطة)، إذ يحدث في أحيان كثيرة أن يمارَس من هيئات ومؤسسات "ملحقة" بالسلطة وتابعة لها، لا مادياً فقط بل فكرياً كذلك، حين تحيا وتطفو تلك المؤسسات التابعة على سطح مستنقعات القمع السلطوي للدولة. 
حالة د. هيفاء الكندري تعد مثالاً حياً على نوعية ذلك القمع والإرهاب الرسميين حين تحدّ وتكبت حرية التعبير، ويصبح حال الأستاذ الجامعي الذي يحاول أن يعبّر عن رأيه غير مختلف عن حال الكاتب أو المغرد حين يعبّر أي منهما عن رأي خاص في قضية عامة، فيتم توظيف النص القانوني القمعي ليركَّب على الواقعة (المقال، التغريدة… إلخ) ويتم قهر صاحب الكلمة بالمحاكمات أو تحقيقات النيابة حتى يعرف صاحبها، في ما بعد، أصول مهنة التدجين الفكري، ويتم ذلك عبر قانون الجزاء أو المطبوعات، ومن خلال أقنيتهما القاهرة، أو من خلال العقوبات الإدارية والتهميش الاجتماعي.
 هيفاء الكندري لم تقل شيئاً، إلا أنها أبدت رأيها في واقع جامعي كما تراه حين يشهد أحياناً سلبيات أخلاقية وبعض حالات الجنوح الخلقي في مجتمع المحافظين، لم تتهم هيفاء أحداً ما، لم تدن هيفاء طرفاً ما ولم تشتم أو تقذف أحداً، لكن ما العمل في مجتمعات ودول الرياء والنفاق حين يروم أبطال المشهد المسرحي تصوير حياتهم وممارساتهم على أنها ملائكية، فيتم تزوير الواقع المعيش؟! ومن خلال هذا التلفيق يتم تزوير التاريخ عمداً وبسبق إصرار.
 لا أدري أين الفرق الفكري في عالم الرياء الاجتماعي بين الإدارة الجامعية، ممثلة بأعضاء هيئة التدريس، واتحاد طلبة الجامعة حين أدانا وأبديا أسفهما بشأن فحوى مقابلة هيفاء في جريدة الراي، فالإدارة الجامعية، في بيانها المضحك، وشر البلية ما يضحك، أو ربما يثير الغثيان، تقرر أن "أعضاء هيئة التدريس والهيئة الإدارية مثال يحتذى به!!! (علامات التعجب الاستنكارية من عندي) وأن طلبة الجامعة على مستوى عالٍ من التربية والأخلاق الحسنة"!. 
لاحظوا كيف صيغ البيان المأساة، هيئة التدريس "مثال يحتذى" وطلبة الجامعة على "مستوى عالٍ من التربية والأخلاق الحسنة"! هل اتهمت هيفاء، التي شُكِّلت بحقها لجنة تحقيق من الجماعة ذاتها، التي تتهمها اليوم، أحداً ما؟! هيفاء لم تتحدث قط عن "كل" أعضاء هيئة التدريس، ولا عن "كل" الطلاب أو الطالبات، وإنما أبدت رأياً في "بعض" الممارسات السلبية، التي يجب أن تكون محل بحث وتدقيق، فأين الخطأ وأين الجريمة في مثل هذا الرأي؟ هل تريد أن تقول لنا هيئة التدريس إن جماعتها من جنس الملائكة، وإن الطلاب والطالبات لا يختلف حكمهم الملائكي عن جماعة هيئة التدريس… فهل أنتم الكمال؟ وهل أنتم شهب السماء العالية… أم أنتم أسطورة من اساطير "هوميروس" في اليونان القديمة؟! أرى أنكم بالفعل أسطورة، لكنها أسطورة نفطية خليجية مضحكة، وأعيد مكرراً بأن شر البلية ما يضحك… فكم أنتم مضحكون…
احمد الصراف

أحلام الملالي وحيرتهم

لا تبعد إيران عنا بالطائرة أكثر من نصف الساعة، ومع هذا لم أزرها إلا مرة واحدة، مضطرا، وعلى مدى أكثر من نصف قرن (51 عاما)، على الرغم من وجود أهل وأحبة فيها، وذهبت لتحصيل مبلغ لي بذمة مصرف لم يكن بإمكانه سداد قيمة اعتماد مستندي صادر عنه لمصلحتي بالدولار بسبب شح سيولة الدولة من العملة الأجنبية! كان ذلك قبل 25 عاما، فكيف بوضعها قبل الاتفاقية الأخيرة، مع كل ما تواجهه من صعوبات في بيع منتجاتها من نفط وسجاد واطعمة، وشراء ما هي بأمس الحاجة إليه من أغذية وقطع غيار لمختلف المعدات والمركبات والطائرات، هذا غير الأدوية والأمصال وغيرها الكثير؟!
ولو توافرت لإيران قيادة مدنية مستنيرة، بعد إسقاط الشاه، كما كان يتمنى الكثيرون من الذين شاركوا الخميني في الإطاحة بنظام الشاه، أمثال مهدي بازركان وابوالحسن بني صدر وغيرهما من كبار وطنيي إيران، الذين قاسوا الأمرين تحت الحكم الامبراطوري، لكانت إيران اليوم على الأقل «تركيا ثانية»، علما بأنها تمتلك ما لا تمتلكه تركيا من قدرات وثروات نفطية ومعدنية هائلة!
وقد بينت الاتفاقية التي توصلت إليها القوى الكبرى مع إيران، أن أسلوب الحصار والضغط الاقتصادي اكثر فعالية من الحروب المدمرة. كما أثبتت فشل أي قيادة دينية، وأن هدفها الوحيد هو استمرار بقائها في الحكم. كما أثبتت خطأ تحدي المجتمع الدولي بقرار فردي من قائد أو مرشد، دون ان يكون للشعب دور حقيقي في كل ما ابتلي به من ويلات، هذا غير تضييع عشرات مليارات الدولارات على مشاريع خرافية التكلفة، بغية تحقيق أحلام شوفينية بامتلاك اسلحة نووية تزيد المنطقة توترا وتطرفا! وبينت الاتفاقية كذلك خواء كل ما ادعاه «كبار» الاستراتيجيين والمحللين السياسيين عن الثعلب الإيراني المراوغ، والمفاوض الداهية وكيف أنهم يمتلكون نفسا طويلا، وأنهم، كما وصفهم عبدالله النفيسي يوما، سادة لعبة الشطرنج ومن اخترعها، وبالتالي يعرفون جيدا كيف يحركون أحجارهم، وأين يضعون اقدامهم! ثم تبين أن كل هذا كلام فارغ لا معنى له وإن إيران ليست أفضل من اي دولة متخلفة أخرى، وإن هم قيادتها الدينية، التي قضت على كل أحلام شعب حي وجميل، ينحصر في البقاء في السلطة، وأن هذا البقاء مرهون باستمرار إشعالها للنزاعات والقضايا المذهبية الخلافية، سواء كان ذلك في سوريا أو اليمن أو لبنان او في نيجيريا أو غيرها! والمؤسف بعد كل ذلك أن لا أحد يود أن يفهم أن الحل لكل مشاكل إيران وغيرها من الدول «المتدينة شكلا» هو في العلمانية، وليس هناك من حل آخر!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

بعبع الإخوان

نشرت احدى الصحف المحلية خبرا مفاده، ان غرفة التجارة والصناعة تقود تآلفا تجاريا للاستحواذ على اكبر حصة في بيت التمويل الكويتي ــــ اكبر بنك اسلامي ــــ كي تتمكن من السيطرة على مجلس ادارته ومن ثم تتمكن من طرد الاخوان المسلمين منه! هكذا!
وأنا أعلم، كما يعلم الكثير غيري، ان الاخوان المسلمين ــــ كما يطلق عليهم ــــ غير متواجدين في بيت التمويل منذ تأسيسه الى اليوم، اذا استثنينا السيد وليد الرويح ــــ شافاه الله وعافاه ــــ الذي ترك قبل عشرين عاماً. وحتى يكون لكلامي معنى أسأل من نشر الخبر: اذكروا لي اسما واحدا موجودا اليوم في منصب قيادي في بيت التمويل الكويتي ومحسوبا على الحركة الدستورية الاسلامية، او كما تحبون ان تسمونها تيار الاخوان المسلمين؟!
اذاً، المشكلة عند البعض هي مرض اسمه «فوبيا الاخوان»، حيث اصبح اسم الاخوان عند البعض «تخروعة او بعبعا» يتحجج به لتبرير تحرك مشبوه او اجراء غير قانوني، كما حدث في مصر عندما تم الانقلاب العسكري بحجة ان الرئيس مرسي أخون الدولة، ولا بد من منع الاخوان من السيطرة على الدولة!
* * *
عندما تم الاعلان عما يسمى بخلية الاخوان الاماراتية تحرك المرجفون في الكويت والمصابون بهذا المرض ــــ مرض فوبيا الاخوان ــــ للاعلان عن دعم الاخوان المسلمين في الكويت للخلية المذكورة، مستندين إلى تصريح مستعجل لوزير كويتي غير مسؤول عن الامور الامنية! وقامت نائبة في مجلس الامة بتوجيه عدة اسئلة واستجواب بهذا الشأن، وجاء الجواب من وزير الداخلية آنذاك صفعة على وجه السائل. ولكن البعبع الاخواني كان في وجدانهم يقض مضاجعهم، فاستمروا في إثارة الموضوع بين الحين والآخر الى ان جاء التصريح الاخير لمحافظ البنك المركزي الاماراتي ليؤكد انه لم يتم تحويل أي مبالغ من الكويت الى خلية الامارات، مما يؤكد ان خبر تمويل الخلية من اخوان الكويت لا اساس له.
* * *
أعلن وزير خارجية اميركا جون كيري ان الاخوان المسلمين خطفوا ثورة 25 يناير! وكنا قد ذكرنا منذ الانقلاب الدموي على الشرعية ان هذا الانقلاب مدعوم من اميركا التي تورطت واضطرت لإظهار رفضها للانقلاب، لان دعمه يتناقض مع القانون الاميركي، وقلنا ايضاً ان الايام ستثبت انه لولا الدعم الاميركي الخفي والاسرائيلي لهذا الانقلاب لما تم. اما الاسرائيلي فقد ثبت بتصريح الحكومة الصهيونية واعلامها، واما الاميركي فها هو اول الغيث وانتظروا معنا …(وبكره تشوفوا مصر..)!
ونقول للسيد كيري اذا كان من وصل للكرسي من خلال الانتخابات الحرة النزيهة مختط.فاً للثورة فماذا تقول لمن ألغى الانتخابات وعطل الدستور وأغلق القنوات الفضائية المعارضة له وزج بالخصوم السياسيين بالسجون وقتل وحرق وسحل الآلاف من المسالمين من ابناء شعبه؟! هل ديموقراطيتك تستوجب عليك ان تسمي الاول مختط.فا للثورة وتسمي الثاني راعياً لها؟!
معقولة «بعبع الاخوان» وصل اميركا؟!
* * *
بعض الأقلام المتعاطفة مع النظام الايراني من ابناء هذا البلد اخذوا يلمزون بخطورة الاعتراض على الاتفاق الاميركي الايراني، وان مصلحة الكويت تستلزم مجاملة ايران ومصالحتها وإلا فإن الخطر قادم على الكويت! ومع انني لم اسمع احدا طالب بمحاربة ايران ومعاداتها الا انني أعتقد انه من العيب على هذه الاقلام ان تتنكر لوطنها الذي اكلت من خيره وتربت على نعمته وبدأت تكشر عن انيابها مع اول استقواء لايران الجارة التي ازعجتنا طوال السنوات الماضية بخلاياها التجسسية وتدخلها في الشأن الداخلي! الله يستر من القادم من الايام.