عرفت الكويت إبراهيم دبدوب، الشهير بأبو شكري، عام 1961، عندما التحق بالبنك الوطني، بعد انهاء دراسته، موظفا في سكرتارية مجلس الإدارة. أمانته ومثابرته اثناء عمله أكسبتاه احترام أعضاء المجلس، وكان جلهم من كبار الاقتصاديين. وقد عاصرته وظيفيا قبل ان نلتقي في مناسبات قليلة، فقد عملت بعده بسنوات قليلة في أحد البنوك، وتدرجت معه في مناصب ودوائر البنك، واصبحت في عام 1980، في منصب يعادل المنصب الذي شغله في السنة نفسها، ولكني تركت البنك سنتها، ليستمر هو لأكثر من ثلاثين عاما أخرى مع البنك، تقلد فيها أرفع المناصب، وحقق لمساهمي البنك ما لم يكن بالإمكان تحقيقه من دونه، قبل أن يطلب، أو بالأحرى يصر أخيرا، على التقاعد، مع استمرار عمله كمستشار.
لقد كنت مصرفيا صغيرا، وأصبحت رئيس قسم ومديرا، واستقلت لأعود إلى البنك نفسه، بعدها بسنوات قليلة، عضوا في مجلس الإدارة، وخلال تلك الفترة عاصرت، كما عاصر غيري في البنوك الأخرى، العشرات من كبار المديرين العامين، وغالبيتهم أوروبيون او أميركيون، رافق الفشل والخسارة والاضطراب الوظيفي عمل كل واحد منهم تقريبا، وفقدوا الواحد تلو الآخر وظائفهم، وحده إبراهيم دبدوب والبنك الوطني ظلا على علاقتهما المتينة، على مدى عقود اربعة، تمكن فيها أبو شكري، باستقامته، من إيصال البنك إلى المرتبة التي يتبوأها الآن في مصاف المصارف العالمية، ورفع علم الكويت خفاقا في أكثر من مناسبة، محققا المليارات للمساهمين، وليحتل البنك الريادة المصرفية العربية والعالمية سنة بعد اخرى في مسيرة نجاح متواصلة. ولا ننسى جهوده، ومجلس الإدارة، في حصول البنك على أعلى التصنيفات المصرفية من قبل أكبر الوكالات العالمية. كما لا ننسى له قيادته للبنك خلال أزمة المناخ، وخلال فترة الغزو الصدامي الأحمق، وكيف نجح في تجنيب البنك التورط في كثير من المديونيات السيئة التي تورطت بها بقية المصارف بدرجة أكبر بكثير.
فضلُ الصديق ابو شكري، الذي اعرفه بالكاد، على البنك الوطني، والاقتصاد الكويتي لا يمكن إنكاره، وأمانة الرجل واستقامته في عمله لا شك فيهما، ولو كنت في موقع من ينصح مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، لاقترحت تضمين اسمه ضمن المكرمين، ومنحه إحدى جوائز المؤسسة المرموقة، فأبو شكري يستحق أكثر من ذلك.
ميري كريسماس، وكل عام وأنت بخير يا عزيزي.
أحمد الصراف