هذا هو الاسم الأصلي للفنانة الكبيرة «فيروز»، التي ستبلغ الثمانين خلال عام تقريبا! ولدت فيروز لأسرة فقيرة في منطقة «زقاق البلاط» ببيروت، لأب سرياني، تركي الأصل وأم مارونية، وبدأت عملها الفني في اربعينات القرن الماضي. وكانت أولى أغانيها المسجلة باللهجة المصرية، وهي «يا حمام يا مروح»، من ألحان حليم الرومي، والد الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي، وبالمناسبة هو الذي عرّفها، عندما كان مديرا للإذاعة اللبنانية، على عاصي الرحباني الذي تزوجها لاحقا واطلقها في سماء الفن مع أخيه منصور. أحدث ثلاثي الرحابنة، ومن بعدهم ابنها زياد، شبه انقلاب في الموسيقى العربية بتميز اغانيهم بكلماتها والحانها، وقصر مدتها وقوة معانيها، على عكس ما كان سائدا في حينه. كما شاركوا في تقديم عشرات الأوبريتات المسرحية والأفلام السينمائية، لمختلف المواضيع الناقدة للأوضاع السياسية والاجتماعية، ممجدة البطولة وحياة الضيعة والحب بأنواعه. وبالرغم من طغيان ألحان الرحابنة على أغانيها، فإن كثيرين لحنوا لها كذلك. كما غنت أشعار ميخائيل نعيمة وسعيد عقل، وبالرغم من ان فيروز شاركت في الغناء في مناسبات وطنية عديدة، بحضور ملوك ورؤساء. وبالرغم من تأثير زوجها، الذي توفي عنها عام 1986، وأخيه على أعمالها، فإن ابنها زياد نجح في أن يضع لها ألحانا أكثر تميزا وذات بعد فلسفي.
غنت فيروز لوطنها لبنان ولفلسطين والأردن وكندا، وأدت أغانيها في دمشق وفلسطين والبحرين والكويت والإمارات وقطر والأردن وسوريا ومصر والمغرب والجزائر واليونان وسويسرا وفرنسا وبريطانيا وهولندا والمكسيك والبرازيل والارجنتين واستراليا وولايات أميركية عدة. وبالرغم من ادعاء البعض أن عدد أغانيها بلغ 3000 فإن الحقيقة انها لم تبلغ الألف، ولا يقلل هذا من قيمتها وجمال ما قدمت.كما أنها غنت للكنيسة تراتيل دينية رائعة. وتكاد فيروز أن تنفرد بين المغنين العرب الكبار برفضها الغناء لأي شخصية سياسية، كملك او رئيس، وكان موقفها هذا سببا لغضب نظام «عبدالناصر» منها، ومنع بث أغانيها لفترة طويلة من الإذاعة والتلفزيون المصري.
وتصدح فيروز في احدى أغانيها، التي يملأ عبق لبنان رئتي عند سماعها وهي تغني: «نحنا والقمر جيران بيته خلف تلالنا بيطلع من قبالنا يسمع الألحان.
نحنا والقمر جيران عارف مواعيدنا وتارك بقرميدنا أجمل الألوان
وياما سهرنا معه بليل الهنا مع النهدات
وياما على مطلعه شرحنا الهوى غوى حكايات
نحنا والقمر جيران لما طل وزارنا ع قناطر دارنا رشرش المرجان».
أحمد الصراف